الهواتف الذكية: من الأدوات اليومية إلى حلول مبتكرة في الزراعة والرعاية الصحية
تعتبر الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن هناك استخدامات جديدة وغير تقليدية لهذه الأجهزة التي تتجاوز الدردشة والتحقق من الطقس. في كينيا، على سبيل المثال، يتم استخدامها في مجال الزراعة لتحسين الإنتاج الغذائي، بينما في اليابان، تساعد في تحسين الرعاية الصحية للحيوانات الأليفة.
الذكاء الاصطناعي في الزراعة: تحسين المحاصيل في كينيا
في غرب كينيا، تستخدم روزلين أكوتشي، وهي مزارعة صغيرة، الهواتف الذكية لتحسين محاصيلها الزراعية. تعتمد أكوتشي على تطبيق ذكي طورته منظمة Plant Village غير الربحية، والذي يمكنها من مسح نباتاتها والتعرف على الأمراض والآفات بشكل فوري. التطبيق لا يقتصر على التشخيص فحسب، بل يوفر أيضًا موارد لتحسين جودة البذور وإعداد الأرض والتواصل مع المتخصصين الزراعيين.
منذ أن بدأت أكوتشي باستخدام هذا التطبيق في عام 2018، شهدت زيادة كبيرة في حصادها، حيث ارتفع محصولها من خمسة أكياس إلى 200 كيس من الكسافا، مما ساعدها في تغطية تكاليف تعليم أطفالها وبناء منزلها.
الذكاء الاصطناعي وتحسين رعاية الحيوانات الأليفة في اليابان
في اليابان، يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل مبتكر أيضًا لمساعدة أصحاب الحيوانات الأليفة في اكتشاف ما إذا كانت قططهم تعاني من الألم. تطبيق CatsMe! يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور القطط وتحديد ما إذا كانت تظهر علامات على الألم. تم تدريب التطبيق على 6000 صورة قطط ويدعي دقة تفوق 95٪، ومن المتوقع أن يتحسن مع المزيد من البيانات.
هذا التطبيق يعالج مشكلة شائعة في الرعاية الصحية للحيوانات الأليفة، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 70% من القطط المسنّة تعاني من الألم، بينما لا يتلقى سوى 2% منها رعاية بيطرية. يساعد CatsMe! في تقليل الحاجة إلى زيارات الأطباء البيطريين المكلفة والمجهدة، مما يتيح لأصحاب القطط فرصة للحصول على الرعاية في وقت مبكر.
الذكاء الاصطناعي: أداة عالمية لتحسين حياة البشر والحيوانات
تشير هذه الأمثلة من كينيا واليابان إلى الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحسين جوانب مختلفة من الحياة اليومية. من الزراعة إلى الرعاية الصحية، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة مبتكرة في تعزيز الكفاءة وتحقيق نتائج أفضل. بينما تشهد تقنيات مثل Plant Village وCatsMe! نجاحات كبيرة في تحسين الحياة الزراعية والصحية، من المتوقع أن تستمر التطبيقات الذكية في الانتشار والتطور، مما يجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.