لطالما كان يُنظر إلى الطباعة على أنها عملية بسيطة، وربما لم تحظَ الطابعات بنفس الاهتمام الذي نالته الأجهزة التكنولوجية الأخرى مثل الهواتف الذكية والحواسيب، خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي واستخدامه في مختلف جوانب حياتنا. ومع ذلك، أصبح من الواضح الآن أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحسِّن بشكل كبير من أداء الطابعات ويُضيف إليها مستويات جديدة من الراحة والكفاءة.
في حديث مع سو ريتشاردز، الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة “إتش بي”، على هامش حدث “إتش بي إيمجين”، تم استكشاف كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الطابعات ومستقبلها.
لماذا الذكاء الاصطناعي في الطابعات؟
الذكاء الاصطناعي أصبح الآن جزءًا أساسيًا في العديد من الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر. ولكن كما تقول ريتشاردز، فإن فوائد الذكاء الاصطناعي تتجاوز هذه الأجهزة. ففيما يتعلق بالطابعات، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد ميزة إضافية، بل أصبح وسيلة لتمكين المستخدمين من القيام بمهامهم بشكل أكثر سهولة وبتدخل أقل، مما يمنحهم وقتًا أكبر للتركيز على ما يحبون.
تعتبر الطابعة في هذا العصر بمثابة مخرج مادي من جهاز رقمي، وبالتالي فإن دمج الذكاء الاصطناعي في الطابعات يهدف إلى تعزيز تجربة المستخدم، وجعلها أكثر ذكاءً وكفاءة.
تحسين تجربة الطباعة باستخدام الذكاء الاصطناعي
شركة “إتش بي” بدأت دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الطباعة لديها منذ سنوات، بدءًا من الاتصال السحابي في عام 2012 لخدمات الحبر الفوري.
من خلال هذه التقنية، يمكن للشركة جمع بيانات حول استخدام الطابعة وحالة الجهاز، مما يتيح لها تحسين الأداء وتقديم خدمات أفضل. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي إزالة النصوص والإعلانات غير الضرورية من صفحات الويب عند الطباعة، مما يقلل من عدد الصفحات ويزيد من الاستدامة.
تبسيط الصيانة بفضل الذكاء الاصطناعي
من أبرز مزايا دمج الذكاء الاصطناعي في الطابعات هو تحسين الصيانة. من خلال الاستشعار المتقدم، يمكن للطابعات التواصل مع السحابة لتقديم إشعارات حول حالتها قبل أن يواجه المستخدم أي مشكلة. هذا يساعد على تقليل الحاجة إلى الدعم الفني، مما يضمن تجربة أكثر سلاسة وسهولة للمستخدمين.
الذكاء الاصطناعي والاستدامة
تلعب الاستدامة دورًا كبيرًا في استراتيجية “إتش بي”، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية لتحقيق أهدافها البيئية. من خلال تحسين خزانات الحبر وتقليل الهدر، يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل استهلاك المواد وتحقيق طباعة أكثر كفاءة. كما تم دمج ميزات توفير الطاقة في الطابعات الحديثة، مما يساعد على تقليل استهلاك الكهرباء.
مستقبل الطباعة: الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالاحتياجات
يتوقع الكثيرون أن الطابعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستصبح أكثر تخصيصًا. قد تتمكن الطابعات في المستقبل من ضبط إعدادات الطباعة تلقائيًا استنادًا إلى عادات المستخدم أو نوع المستندات التي يتم طباعتها. هذا التكيف الذكي مع احتياجات المستخدم سيوفر المزيد من الراحة ويوفر الوقت.
الأمان والخصوصية في الطابعات الذكية
ومع تزايد الاتصال والتطور التكنولوجي في الطابعات، تتزايد المخاوف الأمنية. لكن ريتشاردز تشير إلى أن “إتش بي” تواصل الحفاظ على أعلى معايير الأمان، مع تكامل الذكاء الاصطناعي. يتيح ذلك تحديث الطابعات بشكل مستمر لتصحيحات الأمان، مما يحمي الطابعات من المخاطر الأمنية.
من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في الطابعات، تستعد “إتش بي” لتقديم تجارب طباعة أكثر تخصيصًا وكفاءة. هذا التحول يعكس رؤية جديدة للطباعة لا تقتصر على كونها عملية مادية فحسب، بل تصبح تجربة ذكية، مستدامة، وآمنة، تتماشى مع احتياجات المستخدمين المعاصرين.