استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث عن عمل: فرص وتحديات
أظهر استطلاع فرنسي حديث أن أكثر من 75% من الباحثين عن عمل في فرنسا قد استخدموا الذكاء الاصطناعي خلال عملية البحث عن وظائف. وتعتبر هذه النسبة مؤشرًا قويًا على تأثير هذه التكنولوجيا في تسهيل وتطوير عملية التوظيف، حيث أصبحت أداة أساسية للكثير من الباحثين. كما أظهرت البيانات أن توصيات منصات مثل لينكدإن هي الأكثر استخدامًا، حيث لجأ إليها 63% من المشاركين مرة واحدة على الأقل.
استخدام روبوتات الدردشة في البحث عن عمل
كما أشار الاستطلاع إلى أن أكثر من 30% من المشاركين استخدموا روبوتات الدردشة مثل “تشات جي بي تي” لمساعدتهم في العثور على وظائف جديدة. هذا الاستخدام المتزايد يعكس كيف أصبح الذكاء الاصطناعي أداة محورية في تسهيل عمليات البحث عن فرص العمل.
الفجوة الرقمية في استخدام الذكاء الاصطناعي
على الرغم من هذه الأرقام الإيجابية، حذر الخبراء من وجود فجوة رقمية تؤثر على فئات معينة من الباحثين عن عمل. جان كريستوف فيدال، المدير العام لمركز كونيكسيو، أشار إلى أن الأشخاص الأقل تأهيلاً أو الأكبر سناً لا يزالون يواجهون صعوبة في الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي. وتظهر الفجوة بين الأجيال بوضوح، حيث استخدم 83% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا الذكاء الاصطناعي مقارنة بـ 69% من الباحثين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
التحصيل الأكاديمي وتأثيره على استخدام الذكاء الاصطناعي
يشير الاستطلاع أيضًا إلى أن التحصيل الأكاديمي يلعب دورًا كبيرًا في التفاوت في استخدام الذكاء الاصطناعي. 61% من الحاصلين على درجات عليا يشعرون بالراحة في استخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على معلومات، مقارنة بـ 34% فقط من الحاصلين على مؤهلات التعليم الثانوي. هذا التفاوت يظهر كيف تؤثر العوامل التعليمية على استفادة الأفراد من هذه التكنولوجيا.
الذكاء الاصطناعي في تحسين طلبات التوظيف
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر استخدامه على البحث عن وظائف فحسب، بل أصبح أداة لتحسين طلبات التوظيف. وفقًا للاستطلاع، استخدم 40% من المتقدمين أدوات مثل “كانفا” و”تشات جي بي تي” لصياغة سيرهم الذاتية وخطابات التقديم. هذا التحول يعكس التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في تشكيل المستندات المهنية وتحسين جودتها.
مخاوف الباحثين عن عمل من تأثير الذكاء الاصطناعي
رغم الفوائد التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك مخاوف من تأثيره على عملية التوظيف. أبدى المشاركون في الاستطلاع قلقهم بشأن غياب التفاعل البشري في التوظيف وحماية البيانات الشخصية. هذه المخاوف تشير إلى ضرورة تحسين التوازن بين التكنولوجيا والتفاعل البشري في عمليات التوظيف.
الذكاء الاصطناعي في مساعدة مسؤولي التوظيف
الذكاء الاصطناعي لم يعد مقتصرًا على الباحثين عن عمل، بل أصبح أيضًا أداة مهمة لمسؤولي التوظيف. تقرير “لينكدإن” لعام 2024 أظهر أن أكثر من نصف مسؤولي التوظيف يعتمدون على الذكاء الاصطناعي التوليدي في صياغة توصيفات الوظائف. هذه الإحصائية تعكس الدور المتزايد لهذه التكنولوجيا في مختلف مراحل سوق العمل.
.. الذكاء الاصطناعي يشكل مكونًا أساسيًا في عملية التوظيف الحديثة، حيث يساهم بشكل كبير في تسهيل البحث عن وظائف وتحسين طلبات التوظيف. ومع ذلك، من الضروري معالجة التحديات المتعلقة بالفجوة الرقمية لضمان استفادة جميع الباحثين عن عمل من هذه التكنولوجيا بشكل متساوٍ.




