الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، وهو يترك بصمته في العديد من المجالات، بما في ذلك الأدب. في الوقت الذي يعتبر البعض أن هذه التكنولوجيا قد تهدد الإبداع البشري، يرى آخرون أنها فرصة لتعزيز القدرات الأدبية وتوسيع آفاق الكتابة، وفق تقرير نشرته صحيفة “القدس العربي”.
وسلط التقرير الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدب من خلال تجارب وآراء عدد من الأكاديميين والأدباء.
أسامة جاد: الأدب في عصر الذكاء الاصطناعي يؤكد أسامة جاد أن الذكاء الاصطناعي يشكل تحديًا للإبداع الأدبي، خاصة في ظل قدرته على إنتاج نصوص معقدة قد تبدو مبتكرة من الناحية الشكلية. ومع ذلك، يرى جاد أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تكون فرصة لتطوير الأدب الإنساني، فهي ليست تهديدًا للأدب بقدر ما هي أداة يمكن الاستفادة منها لتوسيع آفاق الكتابة. فالإبداع الأدبي التقليدي ينبع من التجربة الإنسانية، ورغم أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل الأنماط، إلا أنه قد يؤدي إلى تحولات في الأدب يمكن أن تجعل من الأدب الرقمي أصيلاً وعميقًا.
سماح حمدي: خوارزميات بلا روح من جهة أخرى، ترى سماح حمدي أن الخوف من الذكاء الاصطناعي في الأدب غير مبرر. فهي تشبه النصوص التي يولدها الذكاء الاصطناعي بالروبوتات التي يمكن أن تؤدي المهام ولكنها تفتقد الروح. الأدب، حسب حمدي، يتطلب تفاعلًا إنسانيًا عميقًا بين الأديب وجمهوره، وهو ما لا يمكن أن توفره الخوارزميات. على الرغم من ذلك، تظل هذه الخوارزميات مفيدة في تحفيز المبدعين الشبان، حيث يمكنهم الاستفادة منها لإلهام أفكار جديدة وتوسيع خيالهم.
بدر العوني: شراكة بين المبدع والذكاء الاصطناعي أما بدر العوني فيرى أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة للتعاون بين المبدع والآلة. فهو يشير إلى أن الأدب بقدر ما يثير الدهشة، فإنه يستطيع أن يتأقلم مع الثورة التكنولوجية. العوني يتحدث عن شراكة بين الأديب والذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للتطبيقات الذكية أن تساهم في تطوير النصوص وإلهام الأديب بأفكار جديدة. ورغم أن هذه التطبيقات قد تقلل من الوقت الذي يستغرقه الإنتاج الأدبي، إلا أن الإنسان يظل العنصر الأساسي في توجيه هذه الأدوات وتحديد قيمتها.
الخلاصة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مفيدة في الأدب، سواء من خلال توليد الأفكار أو مساعدته في كتابة النصوص. ومع ذلك، لا يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحل محل الإبداع البشري تمامًا. في النهاية، يبقى الإبداع الأدبي مرتبطًا بالإنسان، وما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي هو مجرد أداة لتعزيز هذا الإبداع وتوسيع آفاقه.