ثورة تعليمية يقودها الذكاء الاصطناعي
في مقال نُشر عام 2023 بعنوان “انطلاق عصر الذكاء الاصطناعي”، توقّع بيل غيتس أن تصبح تقنيات الذكاء الاصطناعي أداة محورية في مستقبل التعليم. وأكد أن هذه التقنيات ستعيد تشكيل طرق التدريس بالكامل، من خلال تخصيص المحتوى وفقًا لأسلوب كل متعلم ومراقبة تفاعله وتقديم تغذية راجعة فورية.
تعلّم مخصص وتفاعل آني
أوضح غيتس أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستحلل مدى فهم الطلاب ومؤشرات فقدان التركيز، وستوفر تعليمًا فرديًا مخصصًا يتماشى مع قدرات واهتمامات كل طالب، ما يعزز من فعالية التعلم ويساعد في الحفاظ على التفاعل والنشاط العقلي.
الذكاء الاصطناعي بديلاً عن المعلم التقليدي
في مقابلة مع البروفسور آرثر بروكس عام 2025، أكد غيتس أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستوفر فرصًا تعليمية مجانية وعالية الجودة، مما سيقلل الاعتماد على المعلمين التقليديين ويسهم في إتاحة التعليم للجميع بشكل عادل، وخاصة للفئات الأقل حظًا اقتصاديًا واجتماعيًا.
منصة تعليمية عالمية قد تهيمن بحلول 2030
توقع توماس فراي، المدير التنفيذي لمعهد دافنشي، أن تظهر بحلول عام 2030 شركة تعليمية عملاقة، قائمة بالكامل على الذكاء الاصطناعي، قد تكون الأكبر عالميًا. وتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن يصل حجم سوق التعليم إلى 10 تريليونات دولار بحلول نفس العام.
نماذج وتجارب عالمية حديثة
تطورت التقنيات المستخدمة في التعليم سريعًا، بدءًا من الواقع الافتراضي والواقع المعزز وصولًا إلى الروبوتات التعليمية. ففي جامعة نوتنغهام، تم استخدام بيئة افتراضية كاملة لتدريب الطلاب. كما أطلقت مدرسة “Unbound Academy” في أريزونا نموذج “التعلّم لمدة ساعتين” باستخدام الذكاء الاصطناعي فقط. وفي ألمانيا، أدار روبوت بشري يسمى “كاتشيا” يومًا دراسيًا لطلاب المرحلة الثانوية.
مستقبل المدارس في عصر الذكاء الاصطناعي
يرى خبراء مثل لويس فون آن، مؤسس منصة دولينغو، أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تدريس أي شيء، لكنه لا يمكنه استبدال الدور الاجتماعي للمدرسة. إذ ستستمر الحاجة لمؤسسات تعليمية تُشرف على الأطفال وتوفر بيئة تربوية واجتماعية آمنة.
الواقع العربي في اختبارات التعليم العالمية
وفق نتائج اختبار “بيزا” لعام 2022، جاءت الإمارات في المركز 43 عالميًا في الرياضيات، متصدرة الدول العربية، تلتها قطر والسعودية. بينما تصدرت سنغافورة الترتيب العالمي. وتوضح هذه النتائج التحديات التي تواجهها الدول العربية في تحسين جودة التعليم الأساسي.
الفجوة الرقمية بين الدول العربية
تتمتع دول الخليج ببنية رقمية متقدمة تسمح بتطبيق تقنيات التعليم الحديثة، بينما تواجه دول مثل اليمن وسوريا والسودان تحديات أمنية وبنيوية تعيق هذا التحول. وتحتاج هذه الدول إلى استقرار سياسي واستثمارات تقنية لتحديث نظمها التعليمية.
مهارات لا بد من تطويرها في حقبة الذكاء الاصطناعي
يوصي الخبراء بتركيز الجهود في العالم العربي على تنمية المهارات التالية:
* التعلم الذاتي المستمر
* التفكير النقدي وحل المشكلات
* محو أمية البيانات وفهمها
* الابتكار والإبداع
* الذكاء العاطفي ومهارات التواصل
التحول إلى التعليم الذكي ضرورة استراتيجية
مع تسارع وتيرة التحول الرقمي، لم يعد الذكاء الاصطناعي خيارًا إضافيًا، بل ضرورة لتطوير التعليم وتحقيق العدالة التعليمية. ويحتاج العالم العربي إلى رؤى واستراتيجيات واضحة لتكون له مكانة في المستقبل التعليمي العالمي.




