عودة الذكاء الاصطناعي إلى الواجهة بعد فوز ترامب
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد تغلبه على نائبة الرئيس كامالا هاريس، مما يثير التساؤلات حول استراتيجيته تجاه الابتكار السريع في مجال الذكاء الاصطناعي. ورغم عدم تركيزه على سياسات الذكاء الاصطناعي خلال حملته لعام 2024، فإن تجربته الأولى في منصبه تقدم إشارات حول توجهاته المستقبلية. ففي أوائل 2019، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا لإطلاق “مبادرة الذكاء الاصطناعي الأميركية” التي حثت الوكالات الحكومية على تعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي، رغم انتقاد البعض بأنها تفتقر إلى التفاصيل الواضحة.
الشراكة مع القطاع الخاص وتحديات المنافسة مع الصين
تظل الصين خصمًا أساسيًا في سباق التطوير التكنولوجي، تمامًا كما كانت في قضية شبكات الجيل الخامس، حيث وضعت الولايات المتحدة قيودًا على شركات صينية مثل ZTE وHuawei. ومن المتوقع أن يعتمد ترامب على دعم القطاع الخاص لتعزيز مكانة أميركا في هذا المجال، على غرار دعمه السابق لشبكات الجيل الخامس. وتشمل الشركات الأميركية المتوقع دعمها: Nvidia وAmazon وMeta Platforms وMicrosoft وAlphabet، حيث تمثل هذه الشركات قادة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
التوترات حول تايوان وسلسلة توريد أشباه الموصلات
تعد تايوان مركزًا رئيسيًا في سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية، مما يضفي مزيدًا من الحساسية على العلاقات الأميركية-الصينية. تهيمن “شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية” (TSMC) على صناعة الرقائق المتقدمة، التي تحتاجها الشركات الأميركية الكبرى مثل إنفيديا وآبل. من هنا، فإن الولايات المتحدة تعتمد على إنتاج تايوان لأشباه الموصلات، في وقت لا تزال فيه منشآتها الخاصة غير مكتملة رغم الجهود المدعومة بقانون CHIPS الذي يقدم مليارات الدولارات لتحفيز إنشاء مصانع محلية.
أمن الذكاء الاصطناعي: مسألة قومية
تتضمن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي تطبيقات متطورة، من إنتاج الأكواد إلى إنشاء المحتوى الشبيه بالبشر، ما يجعلها جزءًا من الأمن القومي الأميركي. ورغم أنها قد تساهم في تعزيز الاقتصاد الأميركي، فإن امتلاك الصين لمثل هذه القدرات يشكل تهديدًا يتطلب انتباهًا خاصًا من ترامب، إذ قد يسعى إلى فرض قيود جديدة، كما فعل مع القيود على شركات الرقائق الأميركية.
التوقعات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في ظل إدارة ترامب
يتوقع المحللون، أن يسهم ترامب في تسريع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكنهم يرون أيضًا احتمال اتخاذه مواقف صارمة لحماية أمن البلاد الاقتصادي والتكنولوجي.
