يعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) اليوم في دائرة الضوء بشكل غير مسبوق، ويثير جدلاً حول كونه “طريقاً مختصراً إلى المدينة الفاضلة” أو نذيراً محتملًا لنهاية العالم. تتجه الأنظار الآن إلى كيفية تأثير هذه التكنولوجيا على صناعة الاستشارات، والتي بدأت بالفعل في استثمار مبالغ ضخمة في الذكاء الاصطناعي، وفق ما نشره theconversation.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد؟
تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT، على تسريع العمليات الروتينية مثل كتابة الرسائل الإلكترونية والعروض التقديمية والتقارير، مما يوفر الوقت والجهد. كما يمكن لهذه النماذج تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة وكفاءة، مما قد يكون له تأثير كبير على صناعة الاستشارات التي تعتمد على تحليل البيانات وتقديم التوصيات الاستراتيجية.
تستثمر الشركات الاستشارية الكبرى مثل Deloitte وEY وPwC وKPMG في هذه التكنولوجيا، حيث قامت هذه الشركات بتطوير أو تبني نماذج الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجية الموظفين وتحسين جودة الخدمة. على سبيل المثال، أطلقت KPMG نسخة مخصصة من ChatGPT لتسريع إعداد مقترحات المبيعات، بينما قامت PwC بشراء أكثر من 100000 ترخيص من OpenAI.
ما هي المخاطر المحتملة؟
رغم الفوائد المحتملة، فإن هناك مخاطر مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الاستشارات:
- **تآكل الإبداع: تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على البيانات السابقة، مما قد يحد من نطاق الحلول الجديدة التي يمكن تقديمها. هذا الاعتماد على البيانات القديمة قد يؤدي إلى تآكل القدرة على الإبداع والابتكار.
- **تأثير على الخبرة المهنية: يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى تقليص الخبرة العملية للمستشارين، خاصةً لأولئك الذين ما زالوا في مراحل التدريب. قد يؤثر هذا بشكل سلبي على جودة الاستشارات المقدمة على المدى الطويل.
- **الأخطاء والهلوسة: قد يرتكب الذكاء الاصطناعي أخطاء، وقد يتسبب في خلق معلومات غير صحيحة أو مضللة. وهذا يتطلب التحقق الدقيق من المعلومات وتأكيد صحتها.
ماذا يعني هذا بالنسبة لنموذج العمل؟
من المحتمل أن تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات المستشارين البشريين بدلاً من استبدالهم. سيظل العنصر البشري ضرورياً لتقديم استشارات ذات قيمة مضافة ولضمان تقديم رؤى وخبرات تتجاوز ما يمكن أن توفره التكنولوجيا بمفردها.
باختصار، يجب على صناعة الاستشارات التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر، مع الاستفادة من إمكانياته دون الاستغناء عن القيمة الفريدة التي يمكن أن يقدمها البشر.
