فك رموز مخطوطات هيركولانيوم
حقق الذكاء الاصطناعي إنجازًا كبيرًا بفك رموز المخطوطات الرومانية المحروقة، مما يمكن العلماء من إعادة بناء النصوص المفقودة بدقة غير مسبوقة. وتمكن علماء من جامعة كنتاكي والمشاركون في مسابقة Vesuvius Challenge من استخدام الشبكات العصبية المتقدمة لتحليل الحبر على المخطوطات الهشة، معتمدين على نموذج TimeSformer. ونجحوا في الكشف عن أجزاء من نص يوناني ينتمي إلى عمل فلسفي قديم.
وصفت عالمة البرديات فيديريكا نيكولاردي هذا الاكتشاف بأنه “لحظة تاريخية في هذا المجال”، مشيرة إلى أن هذه الأدوات الذكية تفتح الباب لإعادة بناء الأرشيفات الضخمة والكشف عن نصوص غير معروفة سابقًا.
الذكاء الاصطناعي في تحليل السجلات التاريخية
لم يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على مخطوطات هيركولانيوم، بل توسع ليشمل مجموعات تاريخية متنوعة. في كوريا الجنوبية، اعتمد الباحثون على تقنيات تعتمد على المحولات لترجمة السجلات الشاملة لسلالة جوسون المكتوبة بالهانجا، مما ساعد في تسريع ترجمة السجلات الحكومية وكشف رؤى جديدة عن الاتجاهات السياسية والثقافية في ذلك العصر.
من جهة أخرى، ساعد مشروع Fragmentarium في جامعة لودفيج ماكسيميليان على فك شظايا مسمارية متداخلة، مما أدى إلى اكتشاف أجزاء من ملحمة جلجامش وترنيمة بابلية غير معروفة سابقًا.
تحديات وآفاق مستقبلية
رغم الإنجازات، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالدقة وإمكانية الوصول. يشير الخبراء إلى ضرورة التعاون بين التخصصات المختلفة واستخدام البيانات مفتوحة المصدر لضمان الشفافية وإمكانية التكرار.
أكد العلماء أن الذكاء الاصطناعي يعد مكملًا للخبرة البشرية، حيث يقدم البيانات التي يمكن للمتخصصين تحليلها. ومع استمرار تطور هذه التقنيات، يتوقع الباحثون تحقيق اختراقات في فك رموز اللغات المفقودة واستكشاف المكتبات المدفونة، مما قد يعيد تشكيل فهم الحضارات القديمة.