الذكاء الاصطناعي يدعم إحياء الطاقة النووية لمواكبة طلب مراكز البيانات

الذكاء الاصطناعي يساعد في إحياء الطاقة النووية

طلب مراكز البيانات يعزز استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة المحطات النووية

في ظل الطلب المتزايد من مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، تشهد محطات الطاقة النووية إحياءً ملحوظًا بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءتها التشغيلية. حيث طور مختبر أرغون الوطني، التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة تُسهم في تصميم المفاعلات وتحسين تشغيل المحطات النووية.

أداة “PRO-AID” لتحسين كفاءة المحطات النووية

أداة “PRO-AID” (Parameter-Free Reasoning Operator for Automated Identification and Diagnosis)، التي طوّرها مختبر أرغون، تمثل خطوة هامة في تحديث محطات الطاقة النووية. وتساعد هذه الأداة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، في إجراء عمليات مراقبة وتشخيص آنية، مع تنبيه الموظفين عند اكتشاف أي خلل في المحطة.

ووفقًا لريتشارد فيليم، كبير مهندسي الطاقة النووية في مختبر أرغون، فإن المحطات النووية الحالية تعتبر قديمة نسبيًا، حيث بُنيت قبل أكثر من 30 عامًا. وتهدف الأداة الجديدة إلى تحديث هذه المحطات القديمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

الذكاء الاصطناعي لمواكبة زيادة الطلب على الطاقة

من المتوقع أن يشهد الطلب على الكهرباء زيادة كبيرة بسبب تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يُتوقع أن يتضاعف استهلاك مراكز البيانات بحلول نهاية العقد الحالي. وقد أشار تقرير من وكالة الطاقة الدولية إلى أن مراكز البيانات ستستمر في استهلاك مزيد من الكهرباء، مما يزيد الحاجة إلى الطاقة النووية كمصدر مستدام.

تعمل الشركات التكنولوجية الكبرى مثل “أمازون” و”مايكروسوفت” على إحياء بعض المحطات النووية القديمة لتلبية احتياجات الطاقة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

تحسين الكفاءة البشرية في محطات الطاقة النووية

تساعد أداة “PRO-AID” أيضًا في تحسين كفاءة الموظفين العاملين في المحطات النووية، خاصةً في ظل خروج العمال ذوي الخبرات الكبيرة من القوى العاملة. كما يُمكّن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي المحطات النووية من العمل بكفاءة أكبر دون الحاجة إلى استبدال الموظفين المتقاعدين.

التحديات والتجارب السابقة

رغم التوقعات الإيجابية بشأن أداة “PRO-AID”، فإن تنفيذها في المحطات النووية التجارية لا يزال في مراحل مبكرة، ولم يتم اعتمادها بشكل واسع بعد. التحديات تتضمن الحاجة إلى تحديث تقنيات المحطات النووية القديمة، ما قد يتطلب إيقاف تشغيل المحطة لفترة طويلة من أجل إجراء الترقيات اللازمة.

ومع ذلك، تقوم شركات مثل تيرا باور، التي أسسها بيل غيتس، باستخدام النمذجة الحاسوبية المتقدمة لتحسين تصميم المفاعلات النووية. كما تدعم شركة أوكلو، المدعومة من سام ألتمان، الذكاء الاصطناعي لتحليل تصميمات مفاعلاتها، مما يساهم في تقليل وقت المحاكاة وتحسين دقة العمليات.

تعد هذه التطورات مؤشرًا على أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا كبيرًا في تطوير قطاع الطاقة النووية في المستقبل.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 597

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *