الذكاء الاصطناعي يراقبك.. كيف يجمع بياناتك؟ وكيف تحمي نفسك؟

بينما يواصل الذكاء الاصطناعي غزوه لحياتنا اليومية، من الهواتف الذكية إلى أجهزة العناية الشخصية، تتزايد المخاوف بشأن الكيفية التي تُجمع بها بيانات المستخدمين، وكيف يمكن استغلالها بطرق قد تمس خصوصيتهم. ومع تسارع التطورات التقنية، أصبح من الضروري فهم آلية جمع البيانات وأخذ خطوات وقائية للحفاظ على الأمن الرقمي والخصوصية الشخصية.

الذكاء الاصطناعي في كل مكان

لم يعد الذكاء الاصطناعي محصورًا في أجهزة الحاسوب المتطورة، بل امتد ليشمل أدوات بسيطة كفرش الأسنان الكهربائية، والساعات الذكية، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية. كما أصبحت المساعدات الذكية مثل ChatGPT وMicrosoft Copilot جزءًا لا يتجزأ من حياة المستخدمين.

كل هذه الأدوات تعتمد على جمع وتحليل البيانات لتقديم أداء أفضل وتجارب مخصصة. لكن في المقابل، تُجمع كميات ضخمة من البيانات دون أن يدرك كثيرون حجم ما يُكشف من معلوماتهم الشخصية. وذلك وفق تقرير نشرته “الشرق الأوسط”.

كيف يجمع الذكاء الاصطناعي بياناتك؟

  1. الذكاء الاصطناعي التوليدي
    مثل ChatGPT وGoogle Gemini، يقوم بجمع وتحليل كل ما يكتبه المستخدمون. وحتى إن لم يتم تحديد هوية المستخدم مباشرة، يمكن أحيانًا استنتاج تفاصيل شخصية من خلال البيانات المدخلة.
    مؤسسة OpenAI على سبيل المثال، تعلن صراحة إمكانية استخدام تفاعلات المستخدمين لتحسين نماذجها، ما لم يقم المستخدم بالانسحاب من هذا الخيار يدويًا.
  2. الذكاء الاصطناعي التنبؤي
    تستخدمه منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك، حيث يتم تتبع كل تفاعل من إعجاب وتعليق ومدة المشاهدة، وتُبنى عليه ملفات شخصية رقمية دقيقة تُستخدم لتخصيص المحتوى، وقد تُباع لاحقًا إلى جهات تسويقية.

ما الذي تكشفه هذه البيانات؟

يمكن للذكاء الاصطناعي من خلال تحليل البيانات:

  • التنبؤ بتفضيلاتك وسلوكك المستقبلي.
  • تحديد حالتك النفسية أو صحتك الجسدية.
  • توجيه إعلانات مخصصة بناءً على اهتماماتك الدقيقة.
  • رسم صورة شاملة عن شخصيتك دون أن تقول شيئًا صريحًا.

ورغم أن هذه الممارسات قد تبدو مفيدة، إلا أن استخدامها دون رقابة أو وعي قد يؤدي إلى استغلال تجاري أو حتى اختراقات أمنية.

كيف تحمي نفسك وبياناتك؟

  • اقرأ سياسات الخصوصية: لا تمر عليها مرور الكرام. افهم ما يجمعه التطبيق أو الأداة، وكيف تُستخدم تلك البيانات.
  • انسحب من التدريب على البيانات: بعض الشركات تتيح خيار عدم استخدام بياناتك في تحسين النماذج، فابحث عنه وفعّله.
  • لا تشارك معلومات شخصية حساسة: تجنب إدخال بيانات مثل اسمك الكامل، رقمك القومي، عنوانك، أو معلومات صحية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
  • استخدم إعدادات الخصوصية: عدّل خيارات الخصوصية في حساباتك على مواقع التواصل لتقليل ما يمكن للمنصة معرفته عنك.
  • اختر أدوات تحترم الخصوصية: ابحث عن أدوات وتطبيقات تقدم ميزات خصوصية قوية وتلتزم بمبادئ الأمان الرقمي.

كلمة أخيرة: الخصوصية ليست خيارًا

في ظل تسارع وتيرة الابتكار، يصبح من الضروري أن يوازيه وعي المستخدمين، ومحاسبة الشركات المطورة على التزامها بمبادئ الشفافية والأخلاق. إن مستقبل الذكاء الاصطناعي مرهون بتحقيق توازن حقيقي بين التطوير التكنولوجي، وحماية حقوق الإنسان الأساسية وعلى رأسها الخصوصية.

 

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 883

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *