الذكاء الاصطناعي يساعد باكتشاف 3 أنواع جديدة من مرض باركنسون

يعتبر مرض باركنسون من أكثر الأمراض تعقيدًا والتي طالما أثارت حيرة الباحثين والمرضى على حد سواء. لكن بفضل التقنيات المتطورة في مجال التعلم الآلي، حقق العلماء في كلية طب وايل كورنيل تقدمًا يمكن أن يغير الطريقة التي نفهم بها ونعالج هذا المرض المعقد.

تمكن الباحثون باستخدام الذكاء الاصطناعي من تحديد ثلاثة أنواع جديدة من مرض باركنسون، مما قد يؤدي إلى تطوير علاجات مخصصة تعتمد على أعراض كل مريض.

الدراسة والمنهجية

في دراسة نشرت في مجلة npj Digital Medicine، استخدم الباحثون تقنيات التعلم العميق لتحليل كميات كبيرة من البيانات السريرية المجهولة من قاعدتي بيانات كبيرتين. ووجدوا أن مرض باركنسون يمكن تصنيفه إلى ثلاثة أنواع فرعية رئيسية، بناءً على مدى سرعة تطور الأعراض:

  1. **النوع الفرعي الأول: Rapid Pace**
  2. **النوع الفرعي الثاني: Intermediate Pace**
  3. **النوع الفرعي الثالث: Slow Pace**

النتائج والتفسيرات

وفقًا للدكتور فاي وانغ، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علوم الصحة السكانية، فإن مرض باركنسون غير متجانس للغاية، مما يعني أن الأعراض يمكن أن تختلف بشكل كبير بين المرضى. وأوضح أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن النهج العلاجي لا يجب أن يكون موحدًا، بل يجب أن يكون مخصصًا بناءً على النوع الفرعي للمرض.

الآثار الجينية والجزيئية

الأمر المثير في هذا الاكتشاف هو أن كل نوع فرعي يمتلك “بصمة” جينية وجزيئية فريدة. على سبيل المثال، أظهر النوع الفرعي Rapid Pace نشاطًا متزايدًا في المسارات المرتبطة بالالتهاب العصبي والإجهاد التأكسدي والتمثيل الغذائي.

التطبيقات العلاجية

لم تقتصر هذه المعرفة على الجانب الأكاديمي فقط، بل يمكن أن يكون لها تطبيقات علاجية هامة. من خلال فهم العمليات البيولوجية المحددة لكل نوع فرعي، يمكن للباحثين التفكير في استهداف هذه المسارات بأدوية جديدة أو موجودة. بالفعل، تمكن الفريق من تحديد أدوية محتملة يمكن إعادة استخدامها لعلاج أنواع فرعية معينة من مرض باركنسون.

مثال على ذلك

أحد الأمثلة البارزة هو الميتفورمين، وهو دواء شائع لعلاج مرض السكري. وجد الباحثون أن المرضى الذين يتناولون الميتفورمين يعانون من تحسن في الأعراض المرتبطة بالإدراك والسقوط، وخاصةً المرضى من النوع الفرعي Rapid Pace.

المستقبل الواعد

يوضح هذا البحث كيف يمكن للبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي أن تحدث ثورة في الأبحاث الطبية. من خلال تحليل كميات هائلة من بيانات المرضى، يستطيع الباحثون اكتشاف أنماط وارتباطات لم تكن واضحة من قبل.

الخلاصة

بالرغم من الحاجة إلى المزيد من الأبحاث للتحقق من هذه النتائج بشكل كامل، إلا أن الآثار المحتملة لهذا الاكتشاف هائلة. يمكننا تخيل مستقبل حيث يمكن تصنيف الشخص المصاب بمرض باركنسون على الفور إلى أحد هذه الأنواع الفرعية عند التشخيص، وتخصيص خطة العلاج وفقًا لذلك، مما قد يؤدي إلى إبطاء تطور المرض وتحسين نوعية الحياة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 117

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *