الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل عالم الأزياء: تصميم أسرع ومبيعات أكبر

يتحرك عالم الأزياء بوتيرة متسارعة مع زيادة المنافسة بين المتاجر الكبرى مثل “شي إن”، و”زارا”، و”H&M” لتقديم تصاميم جديدة تلبي أذواق المستهلكين. ووفقًا للإحصائيات، تطلق “شي إن” سنويًا حوالي 1.3 مليون تصميم جديد، مقابل 36 ألفًا لشركة “زارا”، و25 ألفًا لشركة “H&M”.

وأظهرت دراسة حديثة أجرتها “IHL Group” أن تجار التجزئة الذين يوظفون تقنيات الذكاء الاصطناعي يشهدون نموًا في المبيعات بمعدل يزيد عن الضعف، مع تضاعف الأرباح ثلاث مرات مقارنةً بالشركات التي لا تعتمد على هذه التقنيات. وتشمل التطبيقات الشائعة للذكاء الاصطناعي تخصيص المنتجات، تحسين إدارة المخزون، أتمتة العمليات، والتنبؤ برغبات المستهلكين.

شركات ناشئة تحدث ثورة في تصميم الأزياء
ظهرت شركات ناشئة مثل “رازبري أيه آي” لتقدم حلولًا مبتكرة تسهّل عمليات التصميم والتطوير. تتيح منصتها للمصممين تعديل الأفكار وتصوّرها بشكل شبه فوري باستخدام تقنيات تحويل النصوص والرسومات إلى تصاميم بأقمشة وألوان متعددة.

تساهم هذه التقنيات في تقليل 5 ساعات من العمل على كل منتج، وخفض تكاليف العينات بنسبة 30%، وتسريع الإنتاج بثلاثة أشهر. وحصلت “رازبري” مؤخرًا على تمويل بقيمة 24 مليون دولار من “أندرسون هوروويتز”، بهدف التوسع في قطاعات تصميم الأثاث ومستحضرات التجميل.

التنبؤ بالترندات: رؤية مستقبلية بفضل الذكاء الاصطناعي
في لقاء مع برنامج ريادة، أوضح ياسر البير، المدير التنفيذي لشركة “ياسر ومياسة للأقمشة”، أن شركته تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأنماط التي ستكون شائعة في موسم رمضان المقبل. وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بالترندات قبل 4 إلى 5 أشهر استنادًا إلى تحليل بيانات المستخدمين عبر منصات مثل “Pinterest” و”Instagram”.

وأشار إلى أن هذه التقنية ساعدت في تحضير الأقمشة مسبقًا، ما يعكس تحولًا كبيرًا مقارنةً بالماضي، حيث كانت العلامات التجارية تواجه صعوبة في التنبؤ برغبات المستهلكين.

دور تقنيات مثل ChatGPT في التسويق وإدارة العمليات
تحدث البير عن أهمية تقنيات مثل ChatGPT في تحسين استراتيجيات التسويق وإدارة المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي. تساعد هذه الأدوات الشركات على تحليل التوجهات العامة للمستهلكين، تحسين تخطيط المخزون، والتنبؤ بالترندات بدقة.

وأضاف أن استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في اتخاذ القرارات، ما يساهم في إبقاء الشركات في طليعة المنافسة وتحقيق النمو.

الختام
يُظهر النمو المتسارع في قطاع الأزياء أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التصميم والإنتاج، وزيادة المبيعات، والبقاء في صدارة المنافسة. ومع استمرار الشركات الكبرى والناشئة في تبني هذه التقنيات، يبدو أن مستقبل الأزياء سيشهد المزيد من التطورات المبتكرة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 990

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *