الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل قاعات الدراسة في الجامعات الأمريكية

من صحيفة “ذا نيوز آند أدفانس” الأمريكية: يشهد التعليم الجامعي في الولايات المتحدة نقاشًا متصاعدًا حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي داخل قاعات الدراسة. فبين جامعات تسمح لأساتذتها بوضع سياسات مرنة للاستخدام، وأخرى تفرض قيودًا صارمة على الطلاب، يتباين الموقف الأكاديمي بشأن هذه التكنولوجيا التي باتت تعيد تشكيل مستقبل التعليم والوظائف.

اختلاف السياسات بين الجامعات

تتبنى الجامعات في منطقة لينشبورغ بولاية فيرجينيا سياسات متباينة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي داخل القاعات الدراسية. فبينما تسمح بعض المؤسسات مثل Randolph College وجامعة لينشبورغ للأساتذة بوضع سياساتهم الخاصة، تفرض جامعات أخرى مثل Liberty University قيودًا صارمة على الطلاب.

حرية تقدير الأساتذة

في Randolph College، لا يُمنع الطلاب من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، لكن يُترك القرار للأساتذة لتحديد ما إذا كانوا سيسمحون به وكيفية استخدامه. وينطبق الأمر نفسه على كلية المجتمع بوسط فيرجينيا (CVCC)، حيث يضع كل أستاذ سياسات مختلفة. بعضهم مثل البروفيسور مايكل بابكوك يدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، ويعلم الطلاب كيفية استخدامه بشكل مسؤول في التفكير والكتابة.

قيود صارمة في Liberty University

على النقيض، تمنع Liberty University الطلاب من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى كامل، لكنها تسمح باستخدامه بشكل محدود مثل التدقيق اللغوي أو العصف الذهني. وتستعين الجامعة بأدوات كشف متطورة مثل Turnitin لمراقبة الانتحال أو الكتابة المولدة بالذكاء الاصطناعي.

الجدل حول أدوات الكشف

بينما تعتمد بعض الجامعات على برامج كشف الذكاء الاصطناعي، ترى أخرى مثل جامعة لينشبورغ أن هذه الأدوات غير دقيقة وقد تضر بالطلاب. ويفضل بعض الأساتذة العودة إلى أساليب تقليدية مثل الامتحانات الشفهية أو الكتابة بخط اليد لقياس قدرات الطلاب الفعلية بعيدًا عن تدخل التقنية.

الذكاء الاصطناعي كأداة للتفكير لا بديلًا عن الإبداع

تشترك معظم الجامعات في التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة مساعدة وليس بديلًا عن التفكير النقدي أو الإبداع البشري. ويشجع الأساتذة الطلاب على استخدامه لتسريع خطوات العمل أو تعزيز الأفكار، لا لإنجاز المهام بدلًا عنهم.

القلق من الأثر البيئي

أثار بعض الأكاديميين مخاوف بشأن البصمة البيئية للذكاء الاصطناعي، نظرًا لاستهلاكه الكبير للطاقة والمياه. وأعلنت جامعة لينشبورغ أنها ستوفر للطلاب حواسيب مزودة بمعالجات تدعم الذكاء الاصطناعي محليًا لتقليل الاعتماد على مراكز البيانات الضخمة.

إعداد الطلاب للمستقبل

تؤكد الجامعات، رغم اختلاف سياساتها، أن هدفها الأساسي هو تأهيل الطلاب لسوق عمل يتزايد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. فبحسب مسؤولي جامعة لينشبورغ: “لم تعد هناك مجالات عمل تقريبًا لا تستخدم الذكاء الاصطناعي، لذلك نريد أن نُعد طلابنا ليكونوا قادة في المستقبل”.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *