الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة عالميًا.. وجوجل: النماذج المتعددة تقود التحوّل

تحوّل حقيقي في بيئات الأعمال

أكد خبراء مشاركون في ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي، المنعقد ضمن أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد رؤية مستقبلية، بل أصبح أداة فعالة تُحدث تحولًا جذريًا في بيئات الأعمال حول العالم.

وفي جلسة حملت عنوان “الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط: نقطة تحوّل في فهم العالم”، نظمتها جوجل كلاود في منطقة 2071 بأبراج الإمارات، قال تياغو هنريكس، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في غوغل الإمارات، إن الذكاء الاصطناعي بات العمود الفقري للتحول الرقمي.

التحوّل وفق وتيرة رقمية

أوضح هنريكس أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيشمل كل القطاعات، ولكن بوتيرة متفاوتة حسب الجاهزية الرقمية. وأكد أن الشركات التي تملك بنية تحتية متصلة بالسحابة هي فقط القادرة على استخراج القيمة الكاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التنبؤ بالأعطال ورصد التهديدات الأمنية بشكل فوري، مشيرًا إلى أن هذه ليست مجرد وعود، بل تطبيقات واقعية تُستخدم حاليًا.

نموذج لغوي عربي بلمسة محلية

كشف هنريكس أن جوجل أطلقت في أواخر عام 2023 نموذجًا لغويًا عربيًا كبيرًا تم تطويره من الصفر باستخدام مصادر بيانات محلية. وشملت هذه المصادر الأرشيفات الإخبارية، والنصوص القانونية، والمحتوى التعليمي، وحتى اللهجات المحكية في المنطقة.

وأضاف أن الهدف لم يكن فقط دعم اللغة العربية، بل بناء نموذج يفهم الخصوصية الثقافية والسياق الإقليمي بدقة. وأكد أن تطوير النموذج تم بالتعاون مع لغويين محليين وخبراء من القطاعين الحكومي والخاص لضمان دقة النبرة والمفردات حسب طبيعة كل قطاع، سواء حكومي، تعليمي، إعلامي، أو مصرفي.

أولوية للخصوصية والامتثال

أشار هنريكس إلى أن جوجل وضعت خصوصية البيانات والامتثال في مقدمة أولوياتها أثناء تطوير النموذج، وقدمت أدوات متقدمة تتيح للمؤسسات اختبار ومقارنة النماذج المختلفة حسب حالة الاستخدام. ولفت إلى وجود أكثر من 620 حالة استخدام حقيقية للذكاء الاصطناعي عبر قطاعات مختلفة، تشمل مؤسسات إقليمية وعالمية.

الهوية الثقافية أساس النجاح

قال هنريكس: “الذكاء الاصطناعي الذي يفهم لغتك وثقافتك يمكنه أن يخدمك بشكل أفضل”، مؤكدًا أن الهدف لم يكن فقط تصميم نموذج يتحدث العربية، بل ذكاء اصطناعي يفهم الشرق الأوسط بمختلف مكوناته وسياقاته.

الحكومات تقود التحوّل

اختتم هنريكس حديثه بالإشارة إلى أن حكومات المنطقة تلعب دورًا محوريًا في قيادة هذا التحول الرقمي، معتبرًا أن الجمع بين البيانات المحلية والبنية التحتية السحابية والرؤية الوطنية هو ما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة تغيير حقيقية في المنطقة.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 644

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *