سباق الشركات التقنية يرفع الاستهلاك الكهربائي إلى مستويات قياسية
يشهد العالم ثورة غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، من روبوتات الدردشة مثل ChatGPT إلى تطبيقات توليد الصور والفيديوهات، ما أدى إلى اعتماد واسع النطاق عليها من قبل الأفراد والشركات. لكن هذا التطور يرافقه استنزاف ضخم للطاقة، مدفوع ببنية تحتية عملاقة من مراكز البيانات التي تعمل على مدار الساعة.
مراكز البيانات تستهلك طاقة مدن كاملة
تشير تقارير إلى أن تشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي يستهلك كميات هائلة من الكهرباء، قد توازي استهلاك مدن بأكملها. وتؤكد دراسة لصحيفة “واشنطن بوست” أن الطلب المتزايد على الطاقة من مراكز البيانات بات يشكل ضغطاً هائلاً على شبكات الكهرباء في الولايات المتحدة، ما يهدد برفع أسعار الطاقة بشكل كبير، وفق تقرير أعدته “سكاي نيوز عربية”.
دراسة: صورة واحدة بالذكاء الاصطناعي تستهلك طاقة تعادل نصف شحن هاتفك
أظهرت دراسة أجراها باحثون في منصة Hugging Face وجامعة كارنيجي ميلون أن مجرد توليد صورة عالية الجودة بالذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة تعادل شحن هاتف ذكي حتى منتصفه. وأشارت الباحثة ساشا لوتشيوني إلى أن كثيراً من المستخدمين لا يدركون أن هذه التطبيقات تعتمد على مراكز بيانات ضخمة بحجم ملاعب كرة قدم.
تحذيرات من أزمة طاقة وشيكة في بعض الدول
وفي تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أشار الدكتور أحمد بانافع، المستشار الأكاديمي بجامعة سان خوسيه، إلى أن مراكز البيانات الضخمة باتت تستهلك كميات هائلة من الكهرباء بسبب الحوسبة السحابية وتدريب النماذج الذكية، مثل GPT وClaude، مشدداً على أن هذه المراكز قد تستهلك قريباً أكثر من 5% من الطاقة العالمية.
آيرلندا نموذج لأزمة التوزيع الطاقي بسبب الذكاء الاصطناعي
أصبحت مراكز البيانات في آيرلندا تمثل نسبة كبيرة من إجمالي استهلاك البلاد للكهرباء، ما أثار جدلاً سياسياً حاداً حول أولويات توزيع الطاقة. هذا الوضع قد يتكرر في دول أخرى مع تزايد الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ارتفاع أسعار الكهرباء يطال الجميع
يرى بانافع أن توسع شركات التكنولوجيا العملاقة أدى إلى تصاعد كبير في الطلب الصناعي على الطاقة، خاصة في المناطق ذات القدرات المحدودة، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار الكهرباء ليس فقط للمؤسسات بل أيضاً للمستهلكين الأفراد والقطاعات الأخرى.
بين الابتكار والتحديات.. مستقبل الذكاء الاصطناعي مرتبط بالاستدامة
رغم الفرص الكبيرة التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن المستقبل يتطلب حلولًا جذرية لمعالجة الآثار البيئية وتداعياتها على شبكات الطاقة. السباق نحو المستقبل الرقمي لا يمكن أن يتجاهل تحديات الطاقة والبصمة الكربونية، ما يفرض على الشركات والحكومات إعادة النظر في آليات الاستهلاك وتطوير تقنيات أكثر كفاءة في استخدام الكهرباء.




