الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في فهم النمط الثاني من السكري

تصنيف جديد للنمط الثاني من السكري

لطالما قُسّم مرض السكري إلى نوعين رئيسيين: النوع الأول الذي يظهر غالباً في الطفولة، والنوع الثاني المرتبط بالسمنة والمتطور لاحقاً في الحياة. لكن الأبحاث الحديثة تُظهر أن النمط الثاني أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد. كشف باحثون من جامعة ستانفورد عن خوارزمية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تستخدم بيانات من أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs) لتحديد ثلاثة أنواع فرعية رئيسية للنمط الثاني من السكري.

أهداف التصنيف الجديد

تؤكد الدكتورة تريسي مكلوغلين، أستاذة الغدد الصماء بجامعة ستانفورد، أن تصنيف الأنواع الفرعية للنمط الثاني يساعد في فهم الفسيولوجيات المختلفة المسببة للمرض. كما يمكّن من تحديد المخاطر المرتبطة بمضاعفات مثل أمراض القلب والكلى والكبد، مما يسهم في تخصيص العلاجات لتحسين النتائج الصحية.

كيف تعمل الخوارزمية؟

تعتمد الخوارزمية على تحليل بيانات أجهزة CGM، التي تراقب مستويات الغلوكوز في الدم بشكل مستمر وفي الوقت الفعلي. ومن خلال تحليل أنماط ارتفاع وانخفاض مستويات السكر بعد تناول الطعام، تستطيع الخوارزمية بدقة تصل إلى 90% تصنيف الحالات إلى:

  • مقاومة الإنسولين: عدم استجابة الخلايا بشكل كافٍ للإنسولين.
  • نقص خلايا بيتا: خلل في إنتاج الإنسولين بسبب ضعف خلايا بيتا في البنكرياس.
  • نقص الإينكرتين: قصور في هرمونات الأمعاء المسؤولة عن تحفيز إفراز الإنسولين بعد الوجبات.

دراسة علمية دقيقة

شارك في الدراسة 54 شخصاً، منهم 21 لديهم مقدمات السكري و33 شخصاً أصحاء. قارن الباحثون بيانات CGM مع نتائج اختبارات تحمل الغلوكوز التقليدية، وتفوقت الخوارزمية من حيث الدقة.

فوائد تتجاوز السكري

أوضحت الدراسة أن مقاومة الإنسولين تُعتبر عاملاً خطيراً لمضاعفات مثل أمراض القلب والكبد الدهني، حتى قبل تطور السكري. كما تتيح أجهزة CGM المدعومة بالذكاء الاصطناعي للأفراد مراقبة صحتهم بسهولة، مما يُعد حلاً مثالياً لسد فجوات الرعاية الصحية في المناطق النائية أو للمجتمعات ذات الدخل المحدود.

الرؤية المستقبلية

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “Nature Biomedical Engineering”، بدعم من مؤسسات مرموقة مثل المعاهد الوطنية للصحة. يُمثل هذا الإنجاز خطوة نحو الطب الدقيق، مع إمكانية تحويل هذه الأدوات إلى معيار عالمي في رعاية مرضى السكري من النوع الثاني، مما يفتح آفاقاً جديدة لتحسين جودة الرعاية الصحية.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *