السؤال الذي سيحدد مستقبل الذكاء الاصطناعي

مقدمة

بعد عامين من الحماس الكبير للذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأ سؤال ملح يشغل اللاعبين الرئيسيين: هل يستطيع هذا المجال توليد دخل كافٍ لتعويض تكاليف التشغيل الكبيرة؟ ديفيد كان، الشريك في شركة سيكويا كابيتال، يشير إلى أن فقاعة الذكاء الاصطناعي وصلت إلى نقطة تحول حرجة، وأن التنقل فيما سيأتي بعد ذلك سيكون أمرًا ضروريًا.

التكاليف والإيرادات

وفقًا لحسابات كان، وبحسب تقرير نشره موقع calcalistech فإذا ضاعفنا توقعات إيرادات Nvidia لمراعاة تكاليف تشغيل مراكز البيانات (مثل الرقائق والكهرباء والمباني والمياه للتبريد)، سنحتاج إلى إيرادات سنوية تبلغ 600 مليار دولار لتعويض هذه التكاليف. حتى مع افتراض متفائل بأن عمالقة التكنولوجيا سيولدون 10 مليارات دولار سنويًا من الذكاء الاصطناعي، لا تزال هناك فجوة قدرها 500 مليار دولار بين النفقات والإيرادات في هذا المجال.

الشكوك المتزايدة

جيريمي جرانثام، المستثمر المعروف بتنبؤه بالأزمات المالية في عامي 2000 و2008، يقترح أن الذكاء الاصطناعي يمثل فقاعة قد تنكمش قريبًا. ويشير إلى أن أسهم التكنولوجيا وصلت إلى “ذروة مذهلة” ومن المرجح أن تشهد انخفاضًا حادًا.

الاستثمارات الكبيرة

في عام 2023، تدفقت استثمارات بقيمة 190 مليار دولار تقريبًا على الذكاء الاصطناعي، مع قيام 1812 شركة ناشئة بجمع الأموال، بزيادة قدرها 40% مقارنة بعام 2022. عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا، ألفابت، ومايكروسوفت أعلنوا عن زيادة كبيرة في نفقات الذكاء الاصطناعي. وتقدر كابيتال جروب أن عمالقة التكنولوجيا وحدهم سيستثمرون 189 مليار دولار في عام 2024.

التحديات المالية

شركة Stability AI، التي كانت من الشركات البارزة في هذا المجال، حققت 11 مليون دولار فقط في عام 2023 بينما تكبدت 153 مليون دولار في تكاليف التشغيل، وأعلنت عن تسريح 10٪ من قوتها العاملة. عماد مشتاق، الرئيس التنفيذي السابق للشركة، أطلق على هذا الوضع اسم “فقاعة dot AI”.

التقييمات المستقبلية

انضم جولدمان ساكس إلى المجتمع المتشائم مؤخرًا، حيث نشر تقريرًا يشير إلى أن استثمارات عمالقة التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي قد لا تؤتي ثمارها. وفقًا للتقرير، سيساهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 0.9% فقط في نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد المقبل، وستكون الأتمتة أقل من 5% من المهام.

الأثر المحتمل

على الرغم من التشاؤم، فإن الفقاعة المحتملة تحمل إمكانات كبيرة. مثلما تسببت فقاعة الدوت كوم في أضرار كبيرة لكنها في النهاية وضعت الأساس للتقدم التكنولوجي، فإن فقاعة الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى نفس الشيء. منتجات الذكاء الاصطناعي الحالية، مثل مولدات تحويل النص إلى صورة وروبوتات الدردشة، تحظى بشعبية كبيرة، لكن لم يتم العثور على رأس المال الكبير بعد.

الخلاصة

السؤال الحاسم ليس متى أو كيف ستنفجر الفقاعة، بل ما الذي سيتبقى بعد ذلك. على الرغم من أن الاستخدامات الحالية للذكاء الاصطناعي لا تبرر تكاليف التشغيل الهائلة، فإن المعرفة المكتسبة في تطوير هذه المنتجات والبنية التحتية الداعمة لها يمكن أن تخلق فرصًا جديدة ومنتجات مستدامة بعد انفجار الفقاعة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 214

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *