بدأت شرطة مدينة إدمونتون الكندية تجربة غير مسبوقة لكاميرات جسد مزودة بذكاء اصطناعي قادرة على التعرف على وجوه نحو 7 آلاف شخص مدرجين على قوائم عالية الخطورة، في خطوة تُثير جدلاً حول خصوصية الأفراد وحدود المراقبة.
عودة مثيرة للجدل لشركة Axon
تأتي التجربة بعد ست سنوات من إعلان Axon، أكبر مصنع عالمي لكاميرات الشرطة، رفضها استخدام التعرف على الوجوه بسبب مخاوف أخلاقية.
قال باري فريدمان، الرئيس السابق لمجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في Axon: “لا يمكن استخدام هذه التكنولوجيا إلا عند وجود فائدة واضحة، فهي تحمل مخاطر حقيقية”.
في المقابل، أكد ريك سميث، مؤسس ومدير Axon التنفيذي، أن المشروع بحث ميداني مبكر وليس إطلاقاً تجارياً، يهدف لتقييم أداء التقنية في الظروف الحقيقية قبل أي تطبيق أوسع في الولايات المتحدة.
من هم الأشخاص على قائمة التعرف؟
تشمل القوائم التي تركز عليها الكاميرات:
- 6,341 شخصًا مصنفين “عالي الخطورة”.
- 724 شخصًا لديهم مذكرات جنائية خطيرة.
وأوضحت آن-لي كوك، مديرة الذكاء الاصطناعي المسؤول في Axon، أن التجربة تركز على المجرمين الخطرين فقط، دون تعقب عامة السكان.
التحديات والقلق المجتمعي
تضع تجربة إدمونتون المدينة في قلب نقاش عالمي حول حدود المراقبة باستخدام الذكاء الاصطناعي، خصوصًا بعد علاقات متوترة بين الشرطة وبعض المجتمعات المحلية مثل السكان الأصليون والأفراد ذوي البشرة الداكنة.
ورغم أن الكاميرات لا تقدم تنبيهات مباشرة للضباط، ويجري مراجعة أي تطابق لاحقاً، فإن دقة التعرف تتأثر بالمسافة والإضاءة وزاوية التصوير، وقد تزيد معدلات الخطأ ضد بعض الفئات، ما يستدعي مراجعة بشرية لكل حالة.
مستقبل التقنية
يرى الخبراء أن تجربة إدمونتون قد تصبح مختبراً عالمياً لكاميرات الشرطة الذكية، لكن النجاح أو الفشل سيعتمد على مدى قبول المجتمع لهذه التكنولوجيا، ومدى الشفافية في استخدامها بمشاركة المشرعين والجمهور، لا فقط الشرطة والشركة المصنعة.




