الشركات الناشئة تتحدى هيمنة جوجل: الذكاء الاصطناعي يرسم مستقبل البحث الرقمي

التحوّل نحو “ما بعد جوجل”: شركات ناشئة تقود ثورة البحث
لم تعد السيطرة المطلقة لمحرك بحث غوغل على الإنترنت أمراً مضمونًا، في ظل تنامي دور روبوتات الدردشة التوليدية مثل ChatGPT وPerplexity. أكثر من 12 شركة ناشئة استثمرت ملايين الدولارات لتطوير أدوات تسهم في فهم كيفية تفاعل الذكاء الاصطناعي مع المعلومات، ولتوجيه ظهور العلامات التجارية في عصر ما بعد غوغل.

Profound وAthena وScrunch AI.. روّاد تحسين الظهور في نتائج الذكاء الاصطناعي
من أبرز هذه الشركات: Profound، التي جمعت 20 مليون دولار، وتعمل على تحليل كيفية نقل روبوتات الدردشة لمعلومات العلامات التجارية.
أما Athena، فجمعت 2.2 مليون دولار، وتقدم برنامجًا يحلل كيفية ظهور العلامات التجارية في ردود الذكاء الاصطناعي ويقدم توصيات لتحسين المحتوى.
كما تبرز شركة Scrunch AI التي تساعد أكثر من 25 عميلاً على تعديل محتواهم الرقمي ليتماشى مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وقد جمعت تمويلاً بقيمة 4 ملايين دولار.

من تحسين محركات البحث إلى تحسين الذكاء الاصطناعي (AIO)
أكدت هيلدا معلوف، مستشارة الذكاء الاصطناعي المعتمدة من جامعة أوكسفورد، أن العالم يشهد انتقالًا من مفاهيم SEO التقليدية إلى مفهوم AIO (تحسين الظهور أمام نماذج الذكاء الاصطناعي). وأوضحت أن هذا التحول يستلزم إعداد المحتوى ليكون مفهوماً من قبل نماذج التوليد، مثل ChatGPT وGemini، التي لم تعد تبحث عبر الإنترنت، بل تولّد إجابات بناءً على النصوص التي تدرّبت عليها.

المهندس الجديد: مهنة “مهندس الظهور في الذكاء الاصطناعي” في طور التكوين
مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، وفق تقرير نشرته “سكاي نيوز عربية” ظهر دور جديد داخل فرق التسويق الرقمي، وهو “مهندس الظهور في الذكاء الاصطناعي” (AIO Engineer). ووفق معلوف، فإن هذا الدور سيكون أساسياً لتحليل الرسائل الرقمية وضبط المحتوى ليتلاءم مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وهي وظيفة ستلعب دورًا محوريًا في المستقبل القريب.

التحدي الجديد للعلامات التجارية: قراءة متعددة لمنصات الذكاء الاصطناعي
الصحفية باتريسيا جلاد أوضحت، بحسب سكاي نيوز عربية، أن ما يظهر في نتائج البحث يختلف من نموذج ذكاء اصطناعي إلى آخر. فبينما كانت قواعد SEO تقليدية وواضحة، فإن كل روبوت دردشة يمتلك رؤية خاصة للإنترنت. الأمر الذي يُحتّم على العلامات التجارية تبني استراتيجيات متعددة ومتزامنة لضمان حضورها الرقمي.

غوغل تراهن على الدمج وليس الانسحاب
رغم تصاعد هذا التوجّه، لا تتوقع جوجل نهاية البحث الكلاسيكي قريباً. إذ تواصل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي تدريجياً ضمن محركها الأساسي، وتُراهن على أدوات مثل جيميني وروبوتات الدردشة للحفاظ على مكانتها كمصدر موثوق للمعلومات، بالتوازي مع تحولات سلوك المستخدمين.

خاتمة ضمنية:
مع استمرار التقدم في أدوات الذكاء الاصطناعي، يُعاد تشكيل مشهد البحث الرقمي بالكامل. وتبقى الشركات والعلامات التجارية التي تُدرك هذا التحول وتتكيف معه، هي الأقدر على البقاء في واجهة الإنترنت الجديدة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1320

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *