ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن شركات تصنيع الرقائق في الصين تسعى إلى مضاعفة إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي ثلاث مرات خلال العام المقبل، في إطار مساعيها للحد من الاعتماد على شركة إنفيديا الأميركية.
هواوي تبدأ الإنتاج قريبًا
وفق التقرير، تخطط شركة هواوي لبدء الإنتاج في مصنع مخصص لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي قبل نهاية العام الجاري، على أن يتم افتتاح منشأتين إضافيتين في العام المقبل.
وتشير التقديرات إلى أن القدرة الإنتاجية المجمعة للمصانع الثلاثة قد تتجاوز الطاقة الحالية لشركة SMIC، أكبر مصنّع للرقائق في الصين، ما يعكس استراتيجية بكين لتعزيز الاكتفاء المحلي في قطاع أشباه الموصلات.
ضغوط على العملاء الصينيين لاستخدام رقائق محلية
حصلت شركتا إنفيديا وأدفانسد مايكرو ديفايسز مؤخرًا على موافقة الولايات المتحدة لاستئناف مبيعات شرائح الذكاء الاصطناعي منخفضة التكنولوجيا إلى الصين، لكن بشرط منح الحكومة الأميركية نسبة 15% من الإيرادات المتعلقة بهذه المبيعات، وهو أمر أثار جدلاً قانونيًا.
في المقابل، يواجه العملاء الصينيون ضغوطًا متزايدة لاستخدام رقائق محلية الصنع، ضمن استراتيجية تهدف إلى بناء صناعة محلية عالمية المستوى وفصل البلاد عن التكنولوجيا الأميركية.
تحذيرات أمنية وتقنين استخدام الرقائق الأجنبية
أرسلت السلطات الصينية إشعارات إلى عدد من الشركات تثنيها عن استخدام أشباه الموصلات الأقل تقدمًا، وذلك بعد تحذيرات تتعلق بـ تهديدات أمنية مزعومة للشريحة “H20″، حيث تدرس واشنطن إمكانية تزويد الشرائح بقدرات متقدمة لتتبع الموقع.
ويأتي هذا الإجراء في سياق سياسة الصين لتعزيز الأمن التكنولوجي الوطني وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب في قطاع الذكاء الاصطناعي المتقدم.
هدف الصين: الاكتفاء المحلي في الذكاء الاصطناعي
تسعى الصين من خلال هذه الخطوات إلى تحقيق اكتفاء تقني محلي في رقائق الذكاء الاصطناعي، وهو جزء من خطة أوسع لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتقليل الاعتماد على شركات التكنولوجيا الأميركية، مثل إنفيديا وAMD.
ويؤكد الخبراء أن هذا التوجه الصيني قد يعيد تشكيل سوق أشباه الموصلات العالمي، مع توقع منافسة قوية بين الرقائق المحلية وأقرانها الأميركية، خصوصًا في ظل النمو السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.
