شهدت الصين في السنوات الأخيرة تطورًا سريعًا في مجال النماذج الكبيرة للذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت هذه التقنيات محركًا رئيسيًا في ترقية الصناعات المختلفة. ومع استمرار التقدم في هذه النماذج، برز تحدي دمجها بفعالية في القطاعات الصناعية لتعزيز الإنتاجية ودعم التحول الرقمي.
النماذج الرأسية.. الحل الأمثل للصناعات المتخصصة
أصبحت الحاجة إلى نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة أمرًا ضروريًا مع تطور الرقمنة الصناعية، حيث إن النماذج العامة غالبًا ما تعاني من عدم الملاءمة البيئية لبعض القطاعات المتخصصة. لذلك، ظهرت النماذج الرأسية المصممة خصيصًا لتلبية متطلبات كل صناعة، مما أدى إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتحقيق تكامل أكبر بين الذكاء الاصطناعي والمجالات الإنتاجية.
تطبيقات عملية للنماذج الرأسية في الصين
شركة “علي بابا” كانت من بين الرواد في هذا المجال، حيث طورت نموذج “تونغ يي” (Tongyi)، الذي يعتمد عليه المساعد الذكي “دينغ دينغ” (DingTalk)، والذي يُستخدم في قطاعات مثل التصنيع، الرعاية الصحية، التجزئة، والتعليم.
- في شركة “جينشي روبوت”، تم توظيف هذا النموذج لدعم أكثر من 1000 موزع في أنحاء الصين، مما ساهم في تحسين خدمات ما بعد البيع عبر توفير استجابات ذكية وفعالة للعملاء.
التحديات ومستقبل البيانات الصناعية في الذكاء الاصطناعي
رغم أن الصين تمتلك قاعدة صناعية واسعة، إلا أن عدم تجانس البيانات الصناعية يمثل تحديًا كبيرًا أمام تطوير النماذج الرأسية. لذلك، يوصي الخبراء بضرورة:
- تعزيز مشاركة البيانات بين المؤسسات لضمان تدفق المعلومات بسلاسة.
- تحسين جودة البيانات المجمعة لضمان تدريب أكثر دقة للنماذج الذكية.
- الاستفادة من تأثير “عجلة البيانات”، حيث يؤدي تراكم البيانات عالية الجودة إلى تحسين أداء النماذج بشكل مستمر.
في ظل هذا التطور السريع، يبدو أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصين يتجه نحو مزيد من التخصص والابتكار، مما يعزز دور التكنولوجيا في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي وتطوير الصناعات الحديثة.




