“الضوء الأخضر”.. تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحكم في حركة المرور

تواصل الأبحاث العالمية إيجاد حلول مبتكرة لتخفيف آثار تغير المناخ، ومن أبرزها تقليل زمن توقف السيارات عند إشارات المرور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

يُعد النقل البري أحد المصادر الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، خصوصًا في المناطق الحضرية المكتظة. وتصل معدلات التلوث عند تقاطعات المدن إلى مستويات أعلى بـ29 مرة مقارنة بالطرق المفتوحة، مما يجعل هذه التقاطعات نقاطًا حرجة في مشكلة التلوث.

انبعاثات كبيرة من إشارات المرور
تُظهر الإحصائيات أن نصف الانبعاثات عند التقاطعات ناتج عن تسارع السيارات بعد التوقف. ومع وجود ملايين إشارات المرور حول العالم، تتضخم المشكلة بشكل كبير.

وفي الماضي، كان تحسين توقيت إشارات المرور يتطلب تركيب أجهزة باهظة التكلفة، لكنها غالبًا ما كانت تقدم معلومات غير كافية للحد من توقف السيارات بشكل فعّال.

الضوء الأخضر”: حل تقني مبتكر
استجابةً لهذه التحديات، أطلقت غوغل برنامج “الضوء الأخضر”، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل تدفق حركة المرور. يقوم البرنامج بقياس أنماط الانطلاق والتوقف، وتحديد متوسط أوقات الانتظار عند الإشارات، بالإضافة إلى تنسيق توقيت الإشارات بين التقاطعات المجاورة.

وأثبتت التجارب أن تعديل توقيت الإشارات الحمراء لبضع ثوانٍ خلال ساعات الذروة يمكن أن يُحدث فرقًا ملحوظًا في تدفق حركة المرور. كما أن تنفيذ هذه التوصيات لا يستغرق أكثر من خمس دقائق باستخدام البنية التحتية الحالية للمدن الحديثة.

نتائج ملموسة وتأثير بيئي إيجابي
أسفرت الاختبارات الأولية للبرنامج عن تقليل التوقف عند الإشارات بنسبة تصل إلى 30%، كما انخفضت الانبعاثات الضارة الناتجة عن عوادم السيارات عند التقاطعات بنسبة تصل إلى 10%.

وعلى مدار الأعوام القليلة المقبلة، من المتوقع أن يُطبّق برنامج “الضوء الأخضر” في مئات المدن وآلاف التقاطعات حول العالم. هذا التوسع سيؤدي إلى حركة مرور أكثر سلاسة، مما يساهم في تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة، وتحقيق تأثير إيجابي ملموس على المناخ.

 

 

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 190

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *