الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات على شركة “ديب سيك” الصينية.. لهذا السبب

تقييد وصول تكنولوجيا إنفيديا إلى الصين يزيد الضغوط على شركة ناشئة تهز القطاع

أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تدرس فرض عقوبات مشددة على شركة “ديب سيك” الصينية، وهي خطوة قد تمنعها من الحصول على تكنولوجيا أميركية حساسة، وعلى رأسها شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد التوتر التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، خاصة بعد أن قررت الحكومة الأميركية تقييد بيع شركة “إنفيديا” لرقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، في خطوة وصفت بأنها ضربة موجعة للصناعة الصينية.

خسائر بمليارات الدولارات وشركة ناشئة تربك السوق

وقدّرت “إنفيديا” أن هذا التقييد سيؤدي إلى خسارة تصل إلى 5.5 مليار دولار من عائداتها المحتملة، نتيجة فقدان سوق الصين الضخم، ما يعكس مدى أهمية السوق الصينية للشركات الأميركية العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي.

وجاءت هذه التحركات بعد أن أثار إطلاق نموذج “ديب سيك” منخفض التكلفة قلقًا في الأوساط التقنية والحكومية الأميركية، بسبب قدرته العالية وسعره التنافسي، مما أحدث هزة كبيرة في قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي، واعتُبر بمثابة تحدٍ مباشر للهيمنة الأميركية التقنية.

رد فعل أميركي سريع ومتشدد

وبحسب مصادر الصحيفة، فإن إدارة ترامب تنظر إلى “ديب سيك” على أنها تهديد استراتيجي، وتسعى حاليًا إلى منعها من الوصول إلى المنتجات والخدمات الأميركية، وعلى رأسها منتجات شركة إنفيديا الرائدة عالميًا في صناعة الرقائق المستخدمة في تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

وتُعد هذه الإجراءات جزءًا من سياسة أوسع تتبعها واشنطن للحد من تقدم الصين في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة، وتضييق الخناق على الشركات الصينية الناشئة ذات الطموحات العالمية.

سباق الذكاء الاصطناعي يتحول إلى صراع جيوسياسي

يرى مراقبون أن هذا التصعيد يمثل تحولًا في طبيعة المنافسة التقنية بين واشنطن وبكين، حيث لم تعد المنافسة تدور فقط حول الابتكار، بل باتت تأخذ شكلًا أكثر حدة واستقطابًا سياسيًا واقتصاديًا.

وتُشير التحركات الأميركية إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح ساحة رئيسية للصراع الجيوسياسي، حيث تُسابق الدول الزمن للسيطرة على هذه التكنولوجيا التي يُتوقع أن تشكل أساس الاقتصاد العالمي في العقود المقبلة.

هل تنجح العقوبات في كبح “ديب سيك”؟

بينما تراهن الولايات المتحدة على أن العقوبات ستُعيق تقدم “ديب سيك” وتُبطئ اندفاعها نحو الريادة، إلا أن خبراء يرون أن الصين قد تسعى إلى تطوير بدائل محلية أو التحالف مع دول أخرى لتفادي الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية.

وفي ظل تسارع وتيرة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، يبدو أن معركة السيطرة التقنية لم تعد خيارًا، بل واقعًا مستمرًا بين أكبر اقتصادين في العالم.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 523

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *