الولايات المتحدة تفرض قيودًا جديدة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي

قيود أميركية جديدة على رقائق الذكاء الاصطناعي تُكبّد “إنفيديا” خسائر وتمنح الصين فرصة للنهوض

فرضت الولايات المتحدة قيودًا جديدة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، في محاولة للحد من وصول بكين إلى أحدث التقنيات الأميركية. غير أن هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية، بحسب خبراء وتقارير اقتصادية، إذ يُرجح أن تسهم في تعزيز قدرات الصين التكنولوجية بدلاً من تقويضها.

“إنفيديا” توقف صادراتها وتتكبد خسائر بمليارات الدولارات
أجبرت القيود الأميركية شركة Nvidia على وقف صادرات شريحة H20 إلى الصين، ما أدى إلى خسائر تقدر بنحو 5.5 مليار دولار في الربع الأول من العام. كما تراجع سهم الشركة بنسبة تفوق 2%، في مؤشر على قلق المستثمرين من التأثير السلبي المتوقع لهذه الإجراءات على أرباح الشركة مستقبلاً.

شركات صينية تقتنص الفرصة وتحقق مكاسب قياسية
استفادت شركات التكنولوجيا الصينية من القيود الأميركية، حيث برزت كل من هواوي وCambricon كأكبر الرابحين من غياب Nvidia. فقد قفزت أسهم Cambricon بأكثر من 10% خلال أسبوع واحد، وسجلت مكاسب سنوية تجاوزت 400% منذ بداية 2024، ما يعكس تصاعد ثقة المستثمرين في البدائل المحلية.

هواوي تطور شرائح Ascend 910 لتكون بديلًا محليًا
تواصل شركة هواوي تطوير شرائح الذكاء الاصطناعي من سلسلة Ascend 910، والتي تُعد حاليًا الخيار الأبرز لتعويض غياب شرائح Nvidia داخل السوق الصيني. وتعمل هواوي على تحسين هذه الشرائح لتلائم الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي محليًا.

تحديات التصنيع لا تزال قائمة أمام الصين
رغم المكاسب الأخيرة، تواجه الشركات الصينية تحديات كبيرة في مجال تصنيع الرقائق. وتأتي في مقدمتها العقوبات الأميركية التي تمنع شركة SMIC، أكبر مصنع رقائق في الصين، من الحصول على تقنيات الطباعة الضوئية المتقدمة (EUV)، ما يعرقل قدرتها على إنتاج شرائح عالية الأداء.

بكين تستبق الأزمة بتخزين شرائح أميركية
بحسب تقارير اقتصادية، قامت الصين بتخزين شرائح H20 من Nvidia بقيمة تصل إلى 16 مليار دولار خلال الربع الأول من 2025، استعدادًا لمواجهة القيود الجديدة. ويمنح هذا المخزون الصين وقتًا إضافيًا للعمل على تطوير بدائل محلية دون التعرض لضغوط فورية في السوق.

محللون: القيود الأميركية قد تسرّع استراتيجية التصنيع الذاتي في الصين
يرى خبراء من مؤسسات مثل SemiAnalysis وCounterpoint Research أن القيود الأميركية قد تلحق ضررًا أكبر بالشركات الأميركية مقارنة بنظيراتها الصينية. كما أنها تدفع بكين لتسريع خطط “التصنيع الذاتي” وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية، بما يعزز من استقلالها التقني على المدى البعيد.

سباق الذكاء الاصطناعي العالمي يدخل مرحلة جديدة
في ظل التنافس العالمي المحموم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، يُجمع المحللون على أن هذه القيود قد تكون سلاحًا ذا حدين: فهي تمنع الصين من الوصول المباشر لأحدث الرقائق، لكنها في الوقت نفسه تدفعها بقوة نحو تطوير قدراتها الخاصة، ما قد يغير موازين القوى التكنولوجية في المستقبل.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 515

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *