بعد عامين من النبوءة: بيل جيتس يتوقع الواقع الحالي لـ “شات جي بي تي 5”

تباينت ردود المستخدمين حول النسخة الأحدث من “شات جي بي تي” (GPT-5) التي أطلقتها شركة “أوبن إيه آي” مؤخراً، في حين تصدرت توقعات قطب التكنولوجيا بيل جيتس المشهد، إذ كانت نبوءاته بشأن تطور الذكاء الاصطناعي منذ عامين دقيقة للغاية. ورغم الضجة الإعلامية حول قوة النموذج الجديد، أثبت الواقع أن التحسينات كانت طفيفة مقارنة بالقفزات السابقة بين الإصدارات.

استياء المستخدمين وواقع “شات جي بي تي 5”

واجهت النسخة الجديدة من “شات جي بي تي” ردود فعل مختلطة من المستخدمين، ووصف بعضهم النموذج بأنه “دمر شات جي بي تي” عبر منصات التواصل الاجتماعي. جاءت هذه الانتقادات على الرغم من الترويج المكثف للنموذج الجديد من قبل المدير التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” سام ألتمان، والذي وصفه بأنه أذكى من البشر وقريب من مستوى حملة الدكتوراة في الذكاء الاصطناعي.

نبوءة بيل غيتس والتحسينات الطفيفة

في مقابلة أجراها مع صحيفة “هاندلسبلات” الألمانية عام 2023، توقع غيتس أن الذكاء الاصطناعي وصل ذروته، وأن الإصدار الجديد لن يقدم طفرة نوعية في القدرات مقارنة بالإصدارات السابقة. وأكد أن التحسينات في GPT-5 ستكون طفيفة جدًا، أقل من القفزة الهائلة التي شهدها القطاع بين GPT-2 وGPT-4.

وأضاف غيتس أن عدد أدوات الذكاء الاصطناعي سيزداد بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، مع توافرها بأسعار منخفضة وتحسين دقتها وجودتها لتلبية متطلبات العمل الحديث.

تأثير الذكاء الاصطناعي على التكاليف والوظائف

أكد غيتس أن تكلفة تطوير وتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي ستنخفض بشكل ملحوظ، ما يجعل استخدامها أكثر انتشاراً في مختلف القطاعات، بما في ذلك الدول النامية. وقد انعكس ذلك بالفعل في تطوير نماذج مثل “ديب سيك”، التي تم إطلاقها بتكاليف منخفضة مقارنة بالمنافسين الكبار، كما أدى التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي إلى إعادة هيكلة بعض الوظائف في شركات كبرى مثل “مايكروسوفت”.

ويمكن القول، إن نبوءة بيل جيتس بشأن الذكاء الاصطناعي قد تحققت خلال أقل من عامين، إذ جاءت التحسينات طفيفة في GPT-5، بينما شهد القطاع انتشاراً واسعاً للأدوات الذكية وتراجعاً في تكاليف التطوير، بما يعكس بدقة توقعات غيتس حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتحدياته وفرصه في المستقبل القريب.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *