في كلمته خلال مؤتمر NeurIPS السنوي للذكاء الاصطناعي، قدم إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك لشركة OpenAI، رؤى مثيرة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة قد تصبح “غير قابلة للتنبؤ”، مما يفتح أمام البشرية فرصًا وتحديات غير مسبوقة. وناقش سوتسكيفر أيضًا تطور “الذكاء الاصطناعي الفائق”، مؤكدًا أن هذه الأنظمة ستكون قادرة على التفوق على البشر في العديد من المهام.
الذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء: تطور نوعي
اعتبر سوتسكيفر أن الذكاء الاصطناعي الفائق سيكون نوعًا مختلفًا تمامًا عن الأنظمة الحالية. وأضاف أن هذه الأنظمة ستكون قادرة على الوعي الذاتي ومستوى متقدم من التفكير، مما يتيح لها فهم البيانات بشكل معقد، حتى في الحالات المحدودة. كما أشار إلى أن هذه الأنظمة ستكون أكثر فاعلية في التفاعل مقارنة بالأنظمة الحالية، التي لا تزال محدودة في أدائها.
وفي حديثه عن القيود الحالية في نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، وصف سوتسكيفر ما أسماه “عنق الزجاجة” الذي يعيق تطور الأنظمة، موضحًا أن هذه النماذج تعتمد بشكل كبير على بيانات الإنترنت. وفي إطار سعيه لإيجاد حلول لهذه القيود، اقترح استخدام أنظمة قادرة على توليد بياناتها الخاصة أو تحسين استجاباتها بشكل ذاتي، مما سيزيد من كفاءتها ودقتها.
الذكاء الاصطناعي الفائق والأبعاد الأخلاقية
أوضح سوتسكيفر أيضًا أن هناك جوانب أخلاقية مهمة يجب أخذها في الاعتبار مع تطور الذكاء الاصطناعي الفائق، مشيرًا إلى أنه قد يكون من الضروري منح هذه الأنظمة حقوقًا قانونية في المستقبل. وأكد أنه “ليس من السيئ أن نسعى للتعايش مع ذكاء اصطناعي يرغب فقط في الحصول على حقوق”.
رؤى سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي العام في 2025
من جانبه، شارك سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في مؤتمر DealBook الذي نظمته صحيفة نيويورك تايمز، حيث طرح رؤى مشابهة تتعلق بتطور الذكاء الاصطناعي. وأشار ألتمان إلى أن الأنظمة العامة للذكاء الاصطناعي، التي ستكون قادرة على أداء مهام معقدة بتفكير يشبه التفكير البشري، ستظهر بحلول عام 2025. وأضاف أنه بحلول ذلك الوقت، ستكون هذه الأنظمة قادرة على إحداث تغييرات جذرية في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا.
الذكاء الاصطناعي: ثورة مقبلة
قارن ألتمان تأثير الذكاء الاصطناعي المرتقب بابتكار الترانزستور الذي أحدث ثورة في الصناعات والاقتصادات العالمية. وأشار إلى أن التبني المتزايد لتطبيق ChatGPT، الذي تجاوز الآن 300 مليون مستخدم أسبوعيًا، يُعد دليلًا على التحول الجاري في استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأخيرًا، أكد ألتمان على أهمية النهج التكراري في تطوير الذكاء الاصطناعي لضمان سلامته وفعاليته، مشددًا على أن “الذكاء الاصطناعي، محرك التفكير، سيصبح سلعة أساسية قادرة على إحداث تحول شامل في الحياة اليومية”.
مرحلة جديدة في تطور الذكاء الاصطناعي
كشف حديث سوتسكيفر وألتمان عن مرحلة جديدة في تطور الذكاء الاصطناعي، حيث لم تعد الأسئلة تدور حول إمكانية تحقيق التقدم في هذا المجال، بل حول كيفية التعامل مع تأثيراته المستقبلية على الإنسانية والتكنولوجيا والاقتصاد.