تأثير الذكاء الاصطناعي في تشكيل أسواق العمل العالمية ومستقبل الوظائف

التقرير يسلط الضوء على مرونة أسواق العمل

صدر التقرير السنوي لمؤشر مرونة العمل العالمي بالتعاون بين شركة «وايتشيلد» و«جوجل كلاود»، حيث ركز على استجابة 118 دولة للصدمات الخارجية، مع تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز هذه المرونة. يوضح التقرير أن أسواق العمل الأكثر مرونة تجمع بين سياسات العمل التقليدية واستثمارات استراتيجية في الذكاء الاصطناعي.

الولايات المتحدة وسنغافورة في الصدارة

تصدرت الولايات المتحدة وسنغافورة المؤشر العالمي لعام 2025، بفضل منظومتيهما القويتين لريادة الأعمال واعتماد الذكاء الاصطناعي. جاءت السويد في المرتبة الثالثة، مستفيدة من استثمارات كبيرة في التعليم والبحث والتطوير. وأظهرت دول مثل الهند والإمارات والسعودية تقدماً كبيراً بفضل استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بين الفرص والتحديات

أشار التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصاً كبيرة مثل تحسين جودة القوى العاملة وظهور وظائف جديدة كمهندسي بيانات الذكاء الاصطناعي ومصممي التفاعل بين الإنسان والآلة. لكنه في الوقت ذاته يثير مخاوف بشأن تسريح العمالة وانعدام الأمن الوظيفي وزيادة الفجوة في الأجور.

الولايات المتحدة تتصدر استثمارات الذكاء الاصطناعي

استحوذت الولايات المتحدة على 60% من الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي، كما أنها موطن لربع الشركات الناشئة في المجال. يشير التقرير إلى أن ولايات مثل كاليفورنيا وماساتشوستس وواشنطن تقود الابتكار في هذا المجال، مما يعزز خلق فرص عمل ديناميكية.

فجوة متزايدة بين الدول

أوضح التقرير اتساع الفجوة بين الدول ذات الأداء الأفضل والأدنى في المؤشر، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. بينما احتلت دول أوروبية مثل ألمانيا والمملكة المتحدة مراكز متقدمة، فإن دولاً مثل مولدوفا تخلفت بشكل كبير عن الركب.

ثلاثة مسارات لتعزيز المرونة

حدد التقرير ثلاثة مسارات لتعزيز مرونة أسواق العمل:

  1. المسار التقليدي: مثل السويد والنرويج، الذي يعتمد على شبكات الأمان الاجتماعي والسياسات الاقتصادية المستقرة.
  2. المسار القائم على الابتكار: مثل الولايات المتحدة، الذي يركز على ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي.
  3. المسار المختلط: مثل سنغافورة، الذي يجمع بين الحوكمة القوية والاستثمارات الذكية في الذكاء الاصطناعي.

أداء المناطق عالمياً

أظهرت أوروبا أداءً قوياً، حيث تضم ستة من أكثر عشرة اقتصادات مرونة في العالم. لكن هناك فجوات بين دول شمال وغرب أوروبا التي تتصدر المؤشر ودول شرق وجنوب أوروبا التي تعاني من انخفاض المرونة.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أظهرت دول مجلس التعاون الخليجي تقدماً ملحوظاً، بينما تواجه الدول غير الأعضاء تحديات في التكيف مع الذكاء الاصطناعي.

آسيا والمحيط الهادئ في المركز الثالث

حافظت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على ترتيبها الثالث عالمياً، حيث تصدرت سنغافورة والصين وكوريا الجنوبية. تتميز سنغافورة ببيئة أعمال قوية ومهارات رقمية متقدمة، في حين تتصدر الصين في تبني الذكاء الاصطناعي على مستوى الشركات.

إفريقيا جنوب الصحراء تواجه تحديات كبيرة

جاءت إفريقيا جنوب الصحراء في المرتبة الأخيرة، حيث تعاني من مستويات منخفضة في مرونة سوق العمل، مع احتلالها 12 من بين أدنى 20 دولة على المؤشر.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 473

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *