تحذيرات من ثغرات الخصوصية واستغلال البيانات
في ظل الانتشار الواسع عالميًا لاتجاه تحويل الصور الشخصية إلى أسلوب الرسوم المتحركة اليابانية “استوديو غيبلي”، يحذر خبراء الأمن السيبراني من مخاطر خفية قد تهدد خصوصية المستخدمين وسلامة بياناتهم.
ويُظهر تقرير لصحيفة “بيزنس ستاندرد” – نقلته “العربية Business” – أن الأدوات المستخدمة في هذا الاتجاه تعتمد على تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة، ولكنها تأتي بثمن خفي، يتمثل في اختراق الخصوصية وإمكانية إساءة استخدام الصور والبيانات الشخصية.
خطر الشروط الغامضة وسوء الاستخدام
يحذر الخبراء من أن شروط الخدمة لهذه المنصات غالبًا ما تكون غير واضحة، مما يثير القلق حول مصير الصور بعد معالجتها. فبينما تدّعي بعض المنصات أنها تحذف الصور فور استخدامها، لا توضح ما إذا كان الحذف فوريًا أو مؤجلًا أو جزئيًا.
وتتضمن الصور عادةً بيانات وصفية مثل الموقع الجغرافي وتاريخ الالتقاط ونوع الجهاز، مما يفتح المجال لجمع معلومات حساسة عن المستخدمين دون علمهم.
تقنية NST ومخاطر إعادة بناء الصور
أوضح فيشال سالفي، الرئيس التنفيذي لشركة “كويك هيل تكنولوجيز”، أن هذه الأدوات تعتمد على تقنية نقل النمط العصبي (NST)، التي تفصل بين محتوى الصورة والنمط الفني المراد إضافته، مما يتيح دمج صورة المستخدم مع رسوم “غيبلي” أو غيرها.
ورغم أن العملية تبدو بسيطة، إلا أن هناك ثغرات مثل “هجمات عكس النماذج”، والتي قد تسمح للخصوم بإعادة بناء الصور الأصلية، مما يمثل تهديدًا حقيقيًا للخصوصية.
إغراءات التصميم تخفي النوايا الحقيقية
قال براتيم موخيرجي، من شركة “مكافي”، إن تصميم هذه الأدوات يجعل المستخدمين يوافقون دون تفكير على الشروط، تحت تأثير التفاعل السريع والنتائج الجذابة.
وأشار إلى أن هذه التجربة الممتعة تخفي وراءها نمطًا خطيرًا من جمع البيانات بهدوء، حيث تُشجَّع المشاركة التلقائية للمحتوى الشخصي، دون أن يدرك المستخدم ما يتنازل عنه فعليًا.
الصور الشخصية.. كنز للمخترقين
من جهته، حذر فلاديسلاف توشكانوف من مركز أبحاث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في “كاسبرسكي”، من أن الصور المُحمّلة قد تُستخدم لاحقًا في إنشاء مقاطع فيديو مزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يفتح الباب أمام انتحال الهوية.
وأكد أن بعض الشركات قد تضمن حماية بيانات المستخدم، إلا أن ذلك لا يمنع احتمالية تسرب البيانات بسبب اختراقات أو أخطاء تقنية، وقد تُباع البيانات على الإنترنت المظلم دون علم المستخدمين.
“لا يمكنك تغيير وجهك”
اختتم موخيرجي التحذيرات بقوله: “المشكلة أنك لا تستطيع تغيير وجهك كما تغير كلمة مرورك”، في إشارة إلى صعوبة إصلاح الضرر بعد مشاركة الصور.
ودعا الخبراء المستخدمين إلى توخي الحذر عند استخدام تطبيقات تعديل الصور القائمة على الذكاء الاصطناعي، وقراءة شروط الاستخدام بعناية، تفاديًا لأي اختراق قد يطال بياناتهم الشخصية أو يؤثر على أمنهم الرقمي.