حذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من المخاطر المحتملة للاستخدام السيء لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى تأثيراتها السلبية على السلم والأمن الدوليين. وأكد بلينكن خلال إحاطة في مجلس الأمن الدولي على أهمية تطويع هذه التكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، داعيًا إلى وضع تشريعات واضحة لتقليل الأخطار المرتبطة بها.
دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستقرار
باتريك تاكر، محرر الشؤون التكنولوجية في موقع “ديفينس وان”، أوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة لخدمة السلام والاستقرار العالمي إذا استُخدم بشكل صحيح. وأشار إلى أن هذه التكنولوجيا تتيح تعزيز الشفافية والحوكمة، فضلاً عن تحليل البيانات لدعم التطوير الوطني. لكنه أكد الحاجة إلى تنظيم صارم لاستخداماتها، خصوصًا في الأنظمة العسكرية والمراقبة.
التناقض في التنظيم العالمي للذكاء الاصطناعي
تناول تاكر التباين بين الدول في تعاملها مع الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الولايات المتحدة، وفق تعليمات إدارة الرئيس جو بايدن، إلى ضمان عدم انحياز الأنظمة. وفي المقابل، تركز الصين على تطوير أنظمة تعتمد على التعرف على الوجه لاستهداف فئات محددة. وأكد تاكر ضرورة وجود تشريعات دولية لتنظيم هذا التناقض في النهج.
الأمم المتحدة تدعو لمساءلة أخلاقية
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، شدد خلال جلسة مجلس الأمن على أن النمو السريع للذكاء الاصطناعي يتجاوز قدرات الإدارة الحالية، مما يثير قضايا جوهرية تتعلق بالمساواة والأمن والمساءلة. وأكد غوتيريش ضرورة بقاء الإنسان في موقع السيطرة على صنع القرار، مع الالتزام بالقوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية.
تحذيرات أميركية من تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الانتخابات
في سياق متصل، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، عن جهود بلاده في رصد المحاولات الخارجية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتأثير على الانتخابات الرئاسية. وحذر سوليفان من أن غياب الإشراف البشري على الذكاء الاصطناعي “سيجعل العالم أعمى”، مؤكدًا الحاجة إلى جهود مستمرة لاحتواء هذه التهديدات.
أهمية التحكم البشري في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
اختتم غوتيريش تحذيراته بالتأكيد على أنه لا يمكن ترك مصير البشرية في يد “الصندوق الأسود” للخوارزميات. وأوضح أن على البشر أن يظلوا في موقع التحكم بتوجيه الذكاء الاصطناعي بما يخدم السلامة والأمن وفقًا للمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية.