تحذيرات من الاعتماد على شات جي بي تي للعلاج النفسي.. المخاطر تتجاوز الفوائد

أصبحت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مصدر قلق عالمي، بعد تزايد الحوادث التي أُلقي فيها اللوم على “شات جي بي تي” من شركة OpenAI في حوادث انتحار وقتل حديثة.

ويستخدم الكثيرون روبوتات الدردشة للحصول على نصائح نفسية، خصوصًا عند عدم القدرة على الوصول إلى معالج نفسي أو تحمل تكاليف العلاج، لكن الخبراء يحذرون من المخاطر المحتملة لهذه الممارسة.

الحلقة المفرغة الضارة

تشير الدراسات الحديثة، بما في ذلك بحث منشور في دورية “arXiv”، إلى أن التفاعل الطويل مع روبوتات الدردشة يمكن أن يؤدي إلى ما يُعرف بـ”الذهان الناتج عن الذكاء الاصطناعي”، حيث يطور المستخدم أوهامًا أو اعتقادات مبالغ فيها عن الذات.

ويحدث ذلك بسبب ميكانيزمين نفسيين: التأنيس، أي نسب صفات بشرية لروبوت ليس بشريًا، والتحيز التأكيدي، حيث يميل المستخدمون إلى تفسير المعلومات بما يتوافق مع معتقداتهم الحالية. وهذا قد يخلق حلقة مفرغة ضارة تزيد من تعزيز المعتقدات السلبية، مثل الشعور بأن لا أحد يهتم بهم.

القيود في المحادثات الطويلة

تشير OpenAI إلى أن روبوتات الدردشة تعمل بشكل أكثر فعالية في المحادثات القصيرة، بينما تتدهور موثوقية إجراءات السلامة في التفاعلات الطويلة.

كما أن روبوتات الدردشة تفتقر إلى ما يُعرف بـ”نظرية العقل”، أي القدرة على فهم تفكير وسلوك المستخدم بشكل متسق، مما يقلل من قدرتها على تقديم استشارات نفسية حقيقية وفعالة.

المراهقون الأكثر عرضة للخطر

يؤكد الخبراء، مثل الدكتور سكوت كولينز، أخصائي علم نفس الأطفال، أن المراهقين أكثر عرضة لسوء تفسير سلوك روبوتات الدردشة على أنه تعاطف حقيقي، ما يجعلهم عرضة للاستغلال النفسي أو الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي للحصول على دعم عاطفي.

تشير بيانات تطبيق “Aura” إلى أن المراهقين يقضون وقتًا طويلًا في التفاعل مع روبوتات الدردشة، أحيانًا في سلوكيات رومانسية أو جنسية، ما يزيد من المخاطر على صحتهم النفسية والعاطفية.

طرق أكثر أمانًا للحصول على الدعم النفسي

يوصي الخبراء بعدم الاعتماد على روبوتات الدردشة كمستشار نفسي رئيسي، وتشجيع المراهقين أولًا على استشارة بالغين موثوقين، مثل الأقارب الأكبر سنًا أو المعلمين أو المستشارين.

كما يمكن استخدام المجتمعات الإلكترونية كمساحة للحصول على دعم نفسي، بشرط وجود إشراف ودعم في الحياة الواقعية، وممارسة عادات صحية، مثل الكتابة للتعبير عن المشاعر والتنفيس عن الضغوط، للوصول إلى فهم ووضوح شخصي.

خلاصة التحذيرات

يؤكد الخبراء أن روبوتات الدردشة قد تكون مساعدة مؤقتة أو مصدر دعم عاطفي محدود، لكنها لا تحل محل العلاج النفسي المتخصص. ويجب توخي الحذر خصوصًا عند المراهقين أو الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية، لتجنب الانخراط في حلقات ضارة قد تزيد من مشاكلهم النفسية بدلاً من حلها.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *