تحذيرات من تصاعد أخطار الذكاء الاصطناعي على الأطفال: استغلال وابتزاز وانتحال شخصيات

ارتفاع حالات الاستغلال الجنسي للأطفال بسبب الذكاء الاصطناعي

كشف تقرير صادر عن معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة الجنائية عن ارتفاع مقلق في حالات الاستغلال الجنسي للأطفال خلال عام 2020، مرجعاً ذلك إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستدراج الأطفال وابتزازهم. وأكد تقرير تحالف “إنقاذ الأطفال” العالمي هذا التوجه، مشيرًا إلى تزايد التهديدات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت.

مخاطر متعددة تبدأ بالمحتوى وتنتهي بالجريمة

لا تقتصر أخطار الذكاء الاصطناعي على نوع محدد، إذ تشمل إنشاء محتوى إباحي مزيف، وانتحال الشخصيات، واستدراج الأطفال لارتكاب أفعال ضارة أو جنسية. وتزداد هذه التهديدات بسبب قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنتاج صور ومقاطع مزيفة بإتقان يصعب كشفه.

التوعية أداة أساسية للحماية

تُعد التوعية عنصراً محورياً في استراتيجيات الحماية، وهي مسؤولية لا تقتصر على الأهل فقط، بل تشمل أيضاً توعية الأطفال أنفسهم بالمخاطر الرقمية، وآليات التصرف عند التعرض لأي تهديد أو استدراج.

1- الحوار الفعّال مع الأطفال

يشدد تقرير “إنقاذ الأطفال” على أهمية فتح حوار دائم مع الأطفال، بما يعزز ثقتهم في الأسرة، ويشجعهم على الحديث عن أي تجربة غير مريحة عبر الإنترنت. فغالباً ما يستغل المعتدون شعور الطفل بالخوف أو الارتباك لمنعه من طلب المساعدة.

كما يجب أن يدرك الآباء مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى مزيف يبدو حقيقياً، مما قد يؤدي إلى تصديق مزاعم كاذبة بحق أطفالهم.

2- الذكاء الاصطناعي… سلاح ذو حدين

رغم خطورته، يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التوعية بالمخاطر ذاتها. بعض الدراسات توصي بتوجيه الأطفال لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تحت إشراف مباشر من الأهل، مما يضمن تجنب التعرض لمحتوى غير لائق أو مضلل ناتج عن هلوسات الذكاء الاصطناعي.

ويُوصى بأن يكتسب الأهل أيضاً فهماً جيداً لتقنيات الذكاء الاصطناعي حتى يتمكنوا من التعامل الفعال مع هذه الأدوات وتقييم ما يتعرض له أطفالهم.

3- شبكة كلمات سرية بين أفراد الأسرة

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” آلية ابتكرها الخبير الأمني دان وودز لحماية الأطفال من انتحال الشخصيات، تقوم على اعتماد كلمات سرية لا يعرفها سوى أفراد الأسرة. وفي حال تواصل أحدهم بصوت مألوف، يمكن التحقق من هويته عبر هذه الكلمات، رغم تطابق الصوت مع شخص معروف.

وتُستخدم هذه الطريقة بالفعل لحماية شخصيات بارزة من محاولات الانتحال، وقد أثبتت فعاليتها في عدد من الحوادث داخل الولايات المتحدة.

4- أدوات ذكاء اصطناعي لاكتشاف المحتوى المزيف

توفر العديد من الأدوات الذكية تقنيات لكشف الصور والمقاطع الصوتية أو المرئية المُولدة عبر الذكاء الاصطناعي. وتعتمد هذه الأدوات على خوارزميات دقيقة تمنح المستخدم تقديراً لاحتمالية التزييف. وغالباً ما تكون الأدوات المدفوعة أكثر دقة في النتائج، لذا يُوصى باستخدامها عند التعامل مع محتوى مشكوك فيه.

5- الانتباه إلى التفاصيل… مفتاح الحماية

الذكاء الاصطناعي بحد ذاته ليس خطراً، لكن سوء استخدامه هو ما يصنع التهديد. ولذلك، يجب تدريب الأطفال وذويهم على الانتباه إلى تفاصيل المحادثات والمحتوى الرقمي. وأفضل وسيلة لاختبار صحة أي مكالمة مشبوهة، هو إنهاؤها وإعادة الاتصال بالشخص المفترض من رقم الهاتف الشخصي.

6- الحاجة إلى تشريعات ورقابة صارمة

تدعو تقارير عالمية، بينها تقرير “واشنطن بوست”، إلى ضرورة تدخل الحكومات والشركات المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل فرض رقابة صارمة على أدوات التوليد المفتوحة. وتشير شيرا أوفيدي، كاتبة التقرير، إلى ضرورة حظر وصول بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة للعامة.

ومع غياب هذه التشريعات حتى الآن، تظل المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق الأهالي لتأمين الحماية لأطفالهم من تهديدات الذكاء الاصطناعي المتزايدة.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1320

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *