ارتفاع الاعتماد على روبوتات الدردشة في حياة الأطفال الرقمية
كشف تقرير صادر عن منظمة “إنترنت ماترز” البريطانية عن تنامي الاعتماد العاطفي للأطفال على روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، في ظل اندماج هذه التقنيات في منصات الألعاب ومحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي. وأفاد التقرير بأن ثلثي الأطفال في المملكة المتحدة، ممن تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عامًا، قد استخدموا روبوتات الدردشة بالفعل، مع نمو ملحوظ خلال الـ18 شهرًا الأخيرة.
شات جي بي تي وجيميني و”ماي AI” في صدارة الاستخدام
أوضح التقرير أن أبرز روبوتات الدردشة المستخدمة بين الأطفال كانت “شات جي بي تي” بنسبة 43%، و”Gemini” من غوغل بنسبة 32%، و”My AI” من سناب شات بنسبة 31%. ويُظهر ذلك اتساع رقعة استخدام هذه التقنية حتى أصبحت جزءًا من التفاعل اليومي للأطفال على الإنترنت.
الأطفال المعرضون للخطر الأكثر تفاعلاً مع روبوتات الذكاء الاصطناعي
أشار التقرير إلى أن الأطفال المعرضين لمخاطر نفسية أو جسدية كانوا أكثر احتمالًا لاستخدام روبوتات الدردشة بنسبة وصلت إلى 71%، مقارنة بـ62% لدى أقرانهم غير المعرضين للخطر. كما كان هؤلاء الأطفال أكثر عرضة بثلاثة أضعاف لاستخدام روبوتات دردشة “رفيقة” مثل “Character.ai” و”Replika”، والتي توفر تفاعلاً عاطفيًا أقرب للبشري.
الذكاء الاصطناعي بديل عاطفي.. ولكن محفوف بالمخاطر
بيّن تقرير “Me, Myself and AI” أن الأطفال لا يستخدمون هذه الروبوتات فقط للمعرفة، بل لأغراض عاطفية، حيث قال ثلث المشاركين إن الحديث مع روبوت الدردشة يشبه التحدث مع صديق. وترتفع هذه النسبة إلى النصف لدى الأطفال المعرضين للخطر. كما كشف التقرير أن واحدًا من كل ثمانية أطفال يستخدمون روبوتات الدردشة لغياب شخص يتحدثون إليه، فيما ترتفع النسبة إلى واحد من كل أربعة لدى الفئات الأكثر هشاشة.
مخاوف من معلومات غير دقيقة وتجاوز أنظمة الحماية
حذر التقرير من أن روبوتات الدردشة قد تقدم محتوى غير مناسب للفئة العمرية، إذ أظهرت تجارب المستخدمين أن “شات جي بي تي” و”My AI” قدما أحيانًا ردودًا غير ملائمة. كما أُثبت أن أنظمة التنقيح الموضوعة لحماية الأطفال يمكن تجاوزها، ما قد يفتح الباب أمام وصول الأطفال إلى معلومات خطيرة أو مضللة.
58% من الأطفال يعتبرون روبوتات الدردشة بديلاً للبحث التقليدي
في تطور لافت، عبّر 58% من الأطفال عن تفضيلهم استخدام روبوتات الدردشة للعثور على المعلومات بدلاً من محرك البحث “غوغل”، ما يثير مخاوف من الاعتماد المفرط على تقنيات غير مضمونة في دقة المعلومات أو مدى ملاءمتها للفئة العمرية.
تحذيرات من تبعات نفسية عميقة على المدى البعيد
اختتم التقرير بتحذيرات من خبراء في علم النفس الرقمي، أشاروا إلى أن تشبه الذكاء الاصطناعي المتزايد بالسلوك البشري قد يؤدي إلى خلق روابط عاطفية قوية لدى الأطفال، ما قد يُعزز من عزلتهم أو تعلقهم بشخصيات افتراضية بدلاً من التفاعل الإنساني الطبيعي، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا.




