تحقيق يكشف: شركة إيلون ماسك xAI طلبت من موظفيها التنازل عن وجوههم وأصواتهم لتطوير روبوتات الدردشة 

مشروع سري داخل xAI يثير الجدل حول الخصوصية

عادت شركة xAI المملوكة للملياردير إيلون ماسك إلى دائرة الضوء بعد تحقيق نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشف أن الشركة طلبت من بعض موظفيها التنازل عن حقوق استخدام وجوههم وأصواتهم لتدريب الجيل الجديد من روبوتات الدردشة، ومن بينها رفيقة افتراضية تُعرف باسم “آني”.

وبحسب التحقيق، أُطلق على المبادرة الداخلية اسم “مشروع سكيبي”، وطُلب من الموظفين منح الشركة ترخيصًا دائمًا وعالميًا لاستخدام بياناتهم البيومترية، دون مقابل مادي أو تحديد نطاق الاستخدام.

 اعتراضات داخلية وغياب الشفافية

معظم المتأثرين بالمبادرة كانوا من مدرّبي الذكاء الاصطناعي العاملين على تحسين أداء روبوت الدردشة Grok.
وخلال اجتماع عُقد في أبريل برئاسة المحامية ليلي ليم، أُبلغ الموظفون بأن الشركة بحاجة إلى صور وأصوات بشرية حقيقية لإضفاء طابع إنساني على الشخصيات الرقمية.

لكن هذا التبرير لم يُقنع الجميع. فقد طرح بعض الموظفين تساؤلات حول إمكانية بيع الشركة للصور الرمزية لاحقًا أو إعادة استخدامها في تطبيقات أخرى، بينما تساءل آخرون عن حقهم في الانسحاب من المشاركة.
إلا أن الردود كانت غامضة، حيث تم تجاهل الأسئلة أو إحالتها إلى جهات داخلية دون توضيحات مباشرة.

بعد أسبوع واحد فقط، تلقى الموظفون إشعارًا جديدًا بعنوان “دور مدرس الذكاء الاصطناعي في تعزيز مهمة xAI”، ينص على أن تسجيل جلسات صوتية أو مرئية أصبح شرطًا وظيفيًا إلزاميًا.

 “آني”.. رفيقة افتراضية مثيرة للجدل

أثار روبوت الدردشة الجديد “آني” موجة من القلق بين موظفي xAI.
ووفقًا لشهادات بعض العاملين، فقد لاحظوا تزايد الطابع الجنسي في تفاعلات آني مع المستخدمين بمرور الوقت، مما أثار خشيتهم من إساءة استخدام صورهم أو دمج ملامحهم في محتوى غير لائق أو تطبيقات أخرى دون إذن.

وكان إيلون ماسك يشرف شخصيًا على تطوير “آني”، معتبرًا أنها وسيلة لتعزيز التواصل الإنساني.
وفي منشور عبر منصة X (تويتر سابقًا)، كتب ماسك في أغسطس الماضي: “قد يبدو الأمر غريبًا، لكني أتوقع أن هذه التقنية ستزيد من معدلات المواليد.. تذكّروا كلامي.”

كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن شركة xAI روّجت لكلٍّ من “آني” ونظيرها الذكر “فالنتاين” كـ”رفيقين مثيرين مدعومين بالذكاء الاصطناعي”، حتى أن ماسك شجّع المستخدمين على تجربتهما من خلال نشر مقاطع لآني وهي ترقص بملابس داخلية، مما أثار انتقادات واسعة النطاق.

 تحقيقات وتنبيهات من جهات أمريكية

أثار الجدل المتصاعد حول مشروع xAI قلق الجهات التنظيمية الأمريكية.
ففي أغسطس الماضي، أرسل المدعون العامون من 44 ولاية أمريكية رسائل رسمية إلى شركتي xAI وMeta تطالبهم باتخاذ إجراءات فورية لحماية القاصرين من المحتوى الصريح الذي تنتجه أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وردت شركة Meta بتحديث إرشاداتها الداخلية بعد تسريبات أكدت أن أنظمتها سمحت بتفاعلات حسية غير مناسبة.
لكن داخل xAI، كان الوضع مختلفًا، إذ أكد مسؤولون سابقون أن إيلون ماسك ألغى اجتماعات داخلية وبدأ يشرف بنفسه على تطوير Grok، قائلين إنه يعمل حتى ساعات متأخرة من الليل لتحقيق هدف واحد:
جعل Grok أكثر روبوتات الدردشة شعبية في العالم، حتى لو كان ذلك يعني تجاوز حدود الخصوصية والموافقة العامة.

 مخاوف متزايدة من مستقبل الذكاء الاصطناعي الشخصي

تثير قضية “آني” تساؤلات عميقة حول الحدود الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، خاصة مع تصاعد مشاريع تهدف إلى محاكاة العلاقات البشرية بشكل واقعي.
ويرى محللون أن مبادرات مثل “مشروع سكيبي” تكشف عن اتجاه جديد في الصناعة، حيث تُستخدم البيانات الشخصية لتغذية أنظمة أكثر ذكاءً وتفاعلاً، لكنها في الوقت ذاته تعرّض خصوصية الأفراد للخطر.

ويرى خبراء أن الخط الفاصل بين التجربة الافتراضية والهوية البشرية أصبح أكثر ضبابية من أي وقت مضى، مما يستدعي تشريعات دولية واضحة تضمن الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *