تدريب الروبوتات على محاكاة المشاعر البشرية يثير الدهشة والمخاوف

روبوتات بملامح ومشاعر بشرية حقيقية

لم يعد الروبوت المؤنسن يقتصر على تقليد الشكل البشري فقط، بل بات قادراً على محاكاة المشاعر والردود الفعلية بنفس دقة الإنسان، وفقًا لتقرير نشرته مجلة «فوكس نيوز» الأمريكية. فقد استعان المصنعون بتطبيقات متقدمة من الذكاء الاصطناعي مكنت الروبوت من التعبير عن انفعالات آنية توصف بأنها “صادمة في دقتها”، بحسب من اختبرها.

تفاعل طبيعي وحركة انسيابية

يمتاز الروبوت الجديد بلغة جسد قريبة جدًا من الإنسان، وقدرة أكبر على التفاعل الواعي مع المحيط، مثل الطعام والأقمشة. كما أن تقنياته المتطورة تعمل بسرعة تزيد 100 مرة عن الأجيال السابقة، ما يعزز استخدامه في تطبيقات الرفاهية والخدمات المختلفة.

تعلم آلي متقدم خلف التطوير

يرجع تطور الروبوتات الحديثة إلى تقنيات تعلم الآلة، حيث تقوم بتسجيل وتحليل سلوكيات الإنسان ثم تستخدمها كأساس لبناء ردود فعل مشابهة. يتم تحويل السلوك البشري إلى بيانات مرئية ومسموعة وشعورية تُخزن وتُعاد برمجتها لتقليد البشر بدقة.

تحذيرات من غياب الأخلاقيات والوعي

الدكتور محمد زهران، أستاذ الحاسبات بجامعة نيويورك، أوضح أن هذه الأنظمة رغم كفاءتها، تفتقر للوعي الحقيقي، حيث لا يمكن تصنيفها كأجهزة “واعية”. وأضاف أن التقنية الحالية تعمل دون مرجعية أخلاقية، ما يستدعي الحذر من خطورتها المحتملة.

خطر البيانات والتأثير على المستخدمين

أشار د. زهران إلى أن البرمجيات تجمع يومياً ملايين البيانات من المستخدمين عبر موافقتهم على سياسات الخصوصية، دون إدراك حقيقي لكيفية استخدام هذه البيانات لاحقًا. ولفت إلى أن هذه المعلومات تُستغل في التأثير على توجهات سياسية واستهلاكية وفقاً لبيئات المستخدمين.

انعكاسات اجتماعية سلبية محتملة

من بين المخاطر الكبرى التي حذر منها زهران، هو احتمال تراجع التفاعل الاجتماعي بين البشر نتيجة اعتماد البعض على “أصدقاء إلكترونيين”، ما قد يؤدي إلى الانعزالية وتهديد القيم الأسرية.

الروبوتات ما زالت محدودة القدرات

رغم التطور المذهل، يرى زهران أن الروبوتات ما زالت تفتقر إلى الطموح أو النية، وتُستخدم غالبًا في مجالات آمنة مثل الرعاية الصحية والضيافة والمساعدة المنزلية. وأكد أن هذه التكنولوجيا لا تزال باهظة الثمن ومعقدة، ما يجعل من الصعب انتشارها بشكل واسع في الوقت الحالي.

المخاطر الحقيقية في يد البشر

أكد د. زهران أن الخطورة لا تكمن في الروبوتات نفسها، بل فيمن يقف وراءها، مشددًا على أن سوء استخدام التكنولوجيا أو توظيفها بشكل غير أخلاقي هو التهديد الحقيقي.

مستقبل الروبوتات: ملايين منها بحلول 2050

اختتم تقرير «فوكس نيوز» بالإشارة إلى أن ما نراه اليوم ليس سوى بداية، إذ من المتوقع أن تنتشر ملايين الروبوتات المؤنسنة في العالم بحلول عام 2050، في تطور يُعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والآلة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 655

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *