ترامب يعيد إحياء الفحم لتغذية سباق الذكاء الاصطناعي

البيت الأبيض يستعد لتوسيع استخدام الفحم لمواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء

في خطوة مفاجئة، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتوقيع أمر تنفيذي جديد يهدف إلى إحياء صناعة الفحم الأميركية، في ظل ارتفاع كبير في الطلب على الطاقة من مراكز البيانات، وزيادة الحاجة لتوليد الكهرباء محلياً. ويعكس هذا التوجه رغبة الإدارة الأميركية في استعادة مكانة الوقود الأحفوري ضمن سياسات الطاقة الوطنية.

الفحم يعود إلى الأراضي الفيدرالية

بحسب تصريحات مسؤول كبير في البيت الأبيض، سيوجه ترمب الحكومة الأميركية إلى اتخاذ سلسلة من الخطوات العملية لإعادة تنشيط صناعة الفحم، من بينها استئناف بيع حقوق التعدين على الأراضي الفيدرالية، وتصنيف الفحم كمعدن حرج، وتسريع وتيرة صادراته وتكنولوجيا إنتاجه.

تحولات الطاقة لا تعيق طموحات ترمب

ورغم أن الفحم فقد الكثير من حصته أمام الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، إلا أن ترمب يصر على أنه لا يزال عنصراً حيوياً في استراتيجية الأمن القومي الأميركي، خصوصاً مع تزايد الطلب من الصناعات الثقيلة ومراكز البيانات التي تشغل الذكاء الاصطناعي.

الفحم والذكاء الاصطناعي: معادلة ترمب الجديدة

يؤكد ترمب أن تأمين الطاقة لتشغيل مراكز البيانات يعد أولوية استراتيجية في سباق الهيمنة العالمية على الذكاء الاصطناعي، قائلاً: “الولايات المتحدة متقدمة كثيراً على الصين حالياً، ويجب أن نحافظ على هذه الأفضلية بتوفير الطاقة اللازمة”.

قرارات تنفيذية لإعادة تشغيل المحطات المتوقفة

تشمل الأوامر التنفيذية التي سيوقعها ترمب اليوم توجيه وزارة الداخلية لإنهاء التجميد المفروض منذ عهد أوباما على تراخيص التعدين، وتشجيع شركات الفحم على توسيع أنشطتها على الأراضي الفيدرالية. كما تدرس الإدارة استخدام سلطات الطوارئ لإعادة تشغيل محطات كهرباء تعمل بالفحم سبق إغلاقها.

تحفيز الشركات الأميركية على التوسع

من المتوقع أن يحضر حفل توقيع القرار التنفيذي، اليوم في البيت الأبيض، كبار التنفيذيين من شركات تعدين الفحم مثل “بيبودي إنرجي” و”راماكو ريسورسيز”، ما يبرز دعم القطاع الخاص لخطط ترمب التوسعية.

الفحم كمعدن استراتيجي.. والهيمنة الطاقية هدف سياسي

وجّه ترمب مجلسه الجديد لـ”الهيمنة في قطاع الطاقة” إلى تصنيف الفحم كـ”معدن حرج”، ما يمنحه امتيازات قانونية مماثلة لتلك الممنوحة للمعادن المستخدمة في الصناعات الدفاعية. كما أوكل لوزير الطاقة كريس رايت تقييم منح الفحم المستخدم في صناعة الفولاذ هذه الصفة أيضاً.

تقليص دعم الطاقة المتجددة.. وتعزيز الصادرات

يتضمن الأمر التنفيذي توجيهات بإلغاء السياسات التي تفضل مصادر الطاقة البديلة على الفحم، كما تسعى إدارة ترمب إلى تعزيز صادرات الفحم والتكنولوجيا المرتبطة به عبر إبرام اتفاقيات تجارية جديدة مع دول مستوردة.

الوقود الأحفوري في مواجهة الطاقة النظيفة

رغم أن الفحم لا يزال يشكل نحو 15% من إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة، انخفاضًا من أكثر من 50% في عام 2000، فإن ترمب يرى فيه أداة استراتيجية لمواجهة التحديات المتزايدة في قطاع الطاقة. غير أن منتقدي هذا التوجه يرون أن الاعتماد المستقبلي يجب أن يكون على التنوع في المصادر، وليس العودة إلى الوقود الأحفوري الملوث.

خاتمة: نقاش محتدم حول مستقبل الطاقة الأميركية

في الوقت الذي يراهن فيه ترمب على الفحم لضمان الهيمنة الأميركية في مجالات التكنولوجيا والطاقة والصناعة، يواجه توجهه معارضة قوية من دعاة البيئة وشركات التكنولوجيا التي ترى في الطاقة النظيفة خياراً أكثر استدامة. ويبقى السؤال: هل ينجح ترمب في قلب موازين الطاقة مجددًا؟

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 657

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *