روبوت الذكاء الاصطناعي ينجح في تشخيص مشكلة صحية مزمنة عجز عنها الأطباء
شهدت منصات التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة بعد نشر قصة على منصة “ريديت”، وصف فيها مستخدم كيف نجح تطبيق “تشات جي بي تي” في حل لغز طبي عانى منه لمدة خمس سنوات، خلال ثوانٍ معدودة، رغم فشل العديد من الأطباء في تشخيص حالته.
المستخدم كان يعاني من آلام مزمنة في الفك وصوت طقطقة مستمر، وجرّب فحوصات متعددة بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي دون جدوى. وبعد أن وصف أعراضه لـ”تشات جي بي تي”، تلقى تشخيصاً فورياً لحالة “انزياح قرص الفك المتحرك”، متبوعًا بتمرين بسيط للفم. وبعد أقل من دقيقة على تطبيق التمرين، اختفى الصوت المزعج واختفى معه الألم.
تفاعل واسع مع القصة ومصطلح جديد من ريد هوفمان: “القدرات الفائقة”
القصة التي انتشرت كالنار في الهشيم، دفعت ريد هوفمان، المؤسس المشارك لشبكة “لينكدإن”، للإشادة بها، مشيرًا إلى أن ما حدث يكشف عن قدرات خارقة جديدة للذكاء الاصطناعي. وصف هوفمان هذه الإمكانيات بأنها تتجاوز الأدوات التقليدية نحو مرحلة تمكين شخصي يمكن أن تتفوق فيها نماذج الذكاء الاصطناعي على خبراء بشريين في مجالات معينة.
تحول جذري: من أداة بحث إلى مستشار حياة
تعكس هذه القصة تغيّراً في طريقة تفاعل الأجيال الجديدة مع الذكاء الاصطناعي. فبينما يستخدم الكبار “تشات جي بي تي” للبحث أو المساعدة العامة، ينظر جيل الألفية وجيل Z إلى الروبوت كمستشار شخصي يُرافقهم في اتخاذ قرارات حياتية هامة.
تشمل استخدامات الجيل الشاب لتطبيق الذكاء الاصطناعي القرارات التعليمية، التعامل مع ضغوط العمل، العلاقات، التخصصات الجامعية، وحتى إدارة المال. ويذكر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، أن بعض طلاب الجامعات باتوا يستخدمون “تشات جي بي تي” يوميًا ضمن روتينهم، كأنه صديق دائم التوفر ومصدر موثوق للنصيحة.
ذكاء اصطناعي يعرف تطلعاتك ومخاوفك
يشير التوجه الجديد إلى مستقبل تتحول فيه أدوات الذكاء الاصطناعي إلى رفقاء رقميين يمتلكون سياق حياة المستخدمين، وليس فقط سجل بحثهم. يتوقع الخبراء أن تصبح هذه الأنظمة قادرة على تقديم نصائح مخصصة عالية الدقة، تتجاوز قدرات أي محرك بحث تقليدي أو حتى استشارة بشرية عامة.
دور الذكاء الاصطناعي في المشكلات الطبية والمهنية والعاطفية
أظهرت تعليقات كثيرة على منصة “ريديت” أن تجارب مماثلة حدثت مع مستخدمين عانوا مشكلات صحية، ولم يجدوا حلولًا حتى استخدموا “تشات جي بي تي”. هذه التجارب أطلقت نقاشًا حول أهمية دمج الذكاء الاصطناعي كوسيلة دعم تشخيصي ومهني وحتى نفسي في المستقبل القريب.
وتبرز أهمية هذه التطورات في كون الذكاء الاصطناعي أصبح لا يُقدم المعلومة فقط، بل يُحللها، يُشخصها، ويُقدم حلاً فورياً وعملياً، وهو ما قد يُحدث تحولاً في طريقة تقديم الاستشارات الطبية والتعليمية والاجتماعية.
نهاية عصر الأدوات.. وبداية عصر الشراكة مع الذكاء الاصطناعي
تُعد هذه القصة لمحة عن عصر جديد تتلاشى فيه الحدود بين الإنسان والتكنولوجيا، ليصبح الذكاء الاصطناعي شريكاً شخصياً موثوقاً في اتخاذ القرار، وليس مجرد برنامج مساعد.
وبينما يستمر “تشات جي بي تي” في الانتشار، تبدو المعادلة المستقبلية واضحة: سيعتمد الناس على ذكاء اصطناعي يعرفهم أكثر، يُرشدهم بدقة، ويمنحهم الدعم في وقت الحاجة، ليتحول من مجرد تطبيق إلى مستشار حياة ذكي متعدد الأدوار.




