تقرير: الذكاء الاصطناعي يفاقم تباطؤ سوق العمل في بريطانيا

انخفاض حاد في الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا والتمويل بسبب الأتمتة وتوقعات الإنتاجية

تشهد سوق العمل في المملكة المتحدة تحولًا لافتًا، مع بدء تأثيرات تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقليص فرص العمل، خاصة في الوظائف الأكثر عرضة للأتمتة، وذلك وفقًا لتحليل أجرته شركة “ماكينزي آند كو” للاستشارات ونشرته وكالة “بلومبرغ”.

هبوط بنسبة 31% في إعلانات التوظيف

أظهر التحليل انخفاضًا إجماليًا بنسبة 31% في عدد الوظائف الشاغرة المُعلنة عبر الإنترنت خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في مايو 2025، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2022، وسط سعي الشركات لخفض التكاليف في ظل تباطؤ النمو وارتفاع أسعار الفائدة.

المهن الأكثر تأثرًا تشهد تراجعًا مضاعفًا

وكان التراجع أشد حدة في الوظائف المعرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي، مثل الأعمال المكتبية في مجالي التكنولوجيا والتمويل، حيث انخفضت إعلانات هذه الوظائف بنسبة 38%، أي ما يقارب ضعف نسبة الانخفاض العام.

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل استراتيجيات التوظيف

تؤكد “ماكينزي” أن الزخم الكبير الذي شهده الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق “شات جي بي تي” في أواخر 2022، دفع الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجيات القوى العاملة، لا سيما في ظل التوقعات بتحقيق مكاسب مستقبلية كبيرة في الإنتاجية.

وقالت تيرا ألاس، كبيرة المستشارين في ماكينزي:
“رغم عدم اليقين، إلا أن التوقعات المتعلقة بإنتاجية الذكاء الاصطناعي تدفع المؤسسات إلى مراجعة خططها، وإيقاف بعض التوظيف مؤقتًا.”

انخفاض الطلب على وظائف تقنية وإدارية

أوضح التقرير أن الطلب على وظائف مثل مبرمجي الكمبيوتر، ومستشاري الإدارة، ومصممي الجرافيك، تراجع بنسبة تتجاوز 50% خلال السنوات الثلاث الماضية. ويُعزى ذلك جزئيًا إلى الأوضاع الاقتصادية العامة، لكن أيضًا إلى اعتماد متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام التقليدية.

نمو في الشركات.. ولكن بدون توظيف إضافي

في مفارقة لافتة، أشارت ماكينزي إلى أن بعض القطاعات مثل الخدمات المهنية وتقنية المعلومات، سجلت نموًا في الأرباح والإنتاجية، لكنها لم تُوظف المزيد من العمال، ما يعكس اتجاهًا نحو الاستغناء عن الأدوار التقليدية والاستفادة من الأتمتة والبرمجيات الذكية.

الحكومة البريطانية تسعى لاحتواء التحديات

على الجانب السياسي، عقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اجتماعًا وزاريًا مؤخرًا لمناقشة سُبل استثمار الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات العامة ومستويات المعيشة، وسط إدراك رسمي للتحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على الوظائف في المدى القريب.

الضرائب والاقتصاد يزيدان العبء على قطاعات منخفضة المهارات

وفي الوقت الذي تواجه فيه القطاعات منخفضة المهارات مثل الضيافة وتجارة التجزئة ضغوطًا إضافية بسبب زيادة الضرائب وتباطؤ الاقتصاد، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تضيف عبئًا جديدًا على قطاعات تتطلب مهارات متوسطة أو عالية.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *