تقرير جوجل: نموذج Gemini يستهلك طاقة تعادل 9 ثوان من مشاهدة التلفاز

جوجل تكشف استهلاك الذكاء الاصطناعي للموارد الطبيعية

كشفت شركة جوجل عبر مدونتها الرسمية، عن تفاصيل استهلاك نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها “جيميناي” للطاقة والمياه وتأثيره على البصمة الكربونية، وذلك في تقرير تقني نشره موقع آرس تكنيكا.

ويمثل التقرير أول خطوة شفافة من الشركة لمواجهة المخاوف العالمية المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على البيئة واستنزاف الموارد الطبيعية.

أمر نصي يعادل مشاهدة التلفاز لـ 9 ثوان

أوضحت جوجل أن كل أمر نصي يتم توجيهه إلى نموذج “جيميناي” يستهلك نحو 0.24 واط/ساعة من الطاقة، وهو ما يعادل كمية الكهرباء المستهلكة في 9 ثوانٍ من مشاهدة التلفاز.

ويهدف هذا الكشف إلى تسليط الضوء على الأثر البيئي المباشر لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تشكل جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.

توزيع استهلاك الطاقة في مراكز البيانات

وفق التقرير، فإن شرائح الذكاء الاصطناعي تمثل 58% من إجمالي الاستهلاك، أي ما يعادل 0.24 واط/ساعة.

أما الذاكرة العشوائية فتستهلك 25% من الطاقة، في حين أن الأنظمة الاحتياطية تستهلك 10%، بينما يذهب 8% المتبقية إلى أنظمة التبريد وبقية مكونات مراكز البيانات.

هذا التفصيل يوضح حجم الضغط الذي تسببه عمليات الذكاء الاصطناعي على البنية التحتية للطاقة في مراكز البيانات العملاقة.

انخفاض في الاستهلاك مقارنة بالعام الماضي

أضافت جوجل أن استهلاك الطاقة في نموذج “جيميناي” شهد انخفاضًا كبيرًا، حيث تراجع بمعدل 33 مرة مقارنة بالعام الماضي.

هذا التطور أدى إلى تقليص البصمة الكربونية للشركة بشكل ملحوظ، ويعكس جهود غوغل في تحسين كفاءة الذكاء الاصطناعي والاعتماد على حلول تقنية أكثر استدامة.

مخاوف من استهلاك المياه والطاقة عالميًا

يأتي التقرير في وقت تتزايد فيه المخاوف من الأثر البيئي لمراكز البيانات حول العالم، خاصة مع النمو السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحتاج إلى قدر هائل من الكهرباء والمياه لعمليات التبريد والتشغيل.

ويرى خبراء أن استمرار توسع هذه التقنيات قد يساهم في رفع معدلات استهلاك الطاقة عالميًا بشكل غير مسبوق، وهو ما يضع شركات التكنولوجيا الكبرى أمام تحديات بيئية متزايدة.

تصريح كبير علماء جوجل

قال جيف دين، كبير علماء غوغل، في تصريحات مرافقة للتقرير:

“أردنا أن نكون شاملين تمامًا في كل الأشياء التي قمنا بتضمينها.”

ويعكس هذا التصريح رغبة الشركة في تقديم صورة أوضح لمستخدميها وللمهتمين بالبيئة حول تأثير نماذج الذكاء الاصطناعي على استهلاك الموارد.

غياب الأرقام الكاملة عن حجم الاستهلاك

رغم الشفافية التي أظهرها التقرير، إلا أنه لم يتطرق إلى إجمالي عدد الأوامر النصية التي يتم توجيهها لنموذج “جيميناي” يوميًا أو شهريًا، ما يجعل من الصعب قياس حجم الاستهلاك الكامل بدقة.

كما ركز التقرير فقط على استهلاك الأوامر النصية، دون الإشارة إلى استهلاك المهام الأكثر تعقيدًا مثل توليد الصور أو مقاطع الفيديو، والتي يُتوقع أن تكون أعلى بكثير من حيث استهلاك الطاقة.

خطوة أولى نحو شفافية أكبر

يمثل تقرير جوجل الجديد محاولة جادة للرد على الانتقادات المتزايدة الموجهة لشركات التكنولوجيا بشأن التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي.

ورغم أن الأرقام تكشف جانبًا مهمًا من الاستهلاك، إلا أن الحاجة تبقى ملحة إلى مزيد من الشفافية وطرح بيانات شاملة حول حجم استهلاك الموارد في جميع استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *