ثورة الذكاء الاصطناعي في الطب: تحسين التشخيص وتعزيز تجربة المريض

الذكاء الاصطناعي يغير مشهد الرعاية الصحية

يشهد المجال الطبي ثورة رقمية يقودها الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح أكثر من 600 جهاز طبي مدعّم بالذكاء الاصطناعي متاحاً في السوق، مما يعيد تشكيل طريقة تشخيص الأمراض وعلاجها وإدارة رعاية المرضى.

زيادة الكفاءة وتقليل الأعباء الإدارية

يساهم الذكاء الاصطناعي في تبسيط العمليات داخل المستشفيات والمراكز الطبية، من خلال جمع بيانات المرضى، وتصنيفهم بدقة، وتوثيق المعلومات بشكل يرضي شركات التأمين. وتُمكّن هذه الأنظمة الأطباء من التركيز على مهامهم الأساسية بدلاً من الانشغال بالأعمال الورقية، كما أكد الدكتور جوناثان وينر من مستشفى سيدارز-سيناء.

تشخيص أدق وسرعة أكبر

تُظهر خوارزميات الذكاء الاصطناعي قدرات مبهرة في معالجة الصور الطبية مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، حيث تستطيع رصد أنماط وتغيرات دقيقة لا تراها العين البشرية. وتُستخدم هذه التقنية لتحسين معدلات اكتشاف السلائل خلال تنظير القولون، وهو ما قد يساعد في الوقاية من السرطان.

رعاية أكثر إنسانية بفضل الذكاء الاصطناعي

برغم الطبيعة الرقمية للتقنية، إلا أن الذكاء الاصطناعي يعيد التركيز على التواصل الإنساني، حيث يسمح للأطباء بقضاء وقت أطول مع المرضى بدلاً من المهام الإدارية. ويوضح الدكتور شبيغل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلّد التعاطف، لكنه لا يعوّض النظرة الإنسانية والاتصال العاطفي بين الطبيب والمريض.

دور متزايد في أقسام الطوارئ

وفي كندا، أطلقت جامعة ألبرتا مشروعاً تجريبياً يهدف لتقليل الأعباء الإدارية على أطباء الطوارئ باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة. يشمل المشروع تحسين النظام وضمان الأمان وتجربته في ثلاثة مستشفيات رئيسية خلال عامين.

التشخيص بالأمراض النادرة والتصوير الطبي

أثبت الذكاء الاصطناعي فعاليته في التشخيص السريع والدقيق، خاصة في الحالات المعقدة والنادرة التي يصعب على الأطباء تحديدها. كما أثبت تفوقه في تفسير نتائج الفحوصات مثل الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي، واكتشاف مؤشرات مبكرة لأمراض خطيرة مثل سرطان الرئة والثدي.

 

رغم التقدم الكبير، يبقى دور الطبيب لا غنى عنه. فدمج ذكاء الآلة مع خبرة الطبيب وحدسه العاطفي يضمن تقديم أفضل رعاية ممكنة. الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر، بل شريك داعم لهم في مستقبل الطب.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 643

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *