في ظل الموجة الثانية من الذكاء الاصطناعي التي لا تقتصر على توليد المحتوى بل تمتد لإعادة هيكلة سير العمل، كشفت “غوغل كلاود” عن مبادرتها الكبرى لتمكين المؤسسات. تمثلت هذه المبادرة في إطلاق منصة “جيميناي للأعمال” (Gemini Enterprise)، التي يصفها الرئيس التنفيذي للشركة بأنها “الفرصة التي تحدث مرة واحدة في الجيل”. تهدف المنصة إلى تجاوز مفهوم الأدوات المعزولة، لتقدم نظاماً متكاملاً يربط البيانات والسياق والمستخدمين، مما يجعل الذكاء الاصطناعي “العقل المؤسسي” الجديد وجزءاً لا يتجزأ من كل وظيفة وقرار داخل الشركات، مع التركيز على الأمن والحوكمة وتبسيط المهام المعقدة للموظفين دون الحاجة لمهارات برمجية.
1. الإطلاق والرؤية الاستراتيجية:
- الإعلان: كشفت “جوجل كلاود” عن منصتها الجديدة “جيميناي للأعمال” (Gemini Enterprise).
- الهدف: أن تكون “المدخل الجديد للذكاء الاصطناعي في مكان العمل”، حيث يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة طريقة العمل وإدارة الأعمال داخل المؤسسات.
- تصريح الرئيس التنفيذي: وصف توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لـ”غوغل كلاود”، الذكاء الاصطناعي بأنه “فرصة تحدث مرة واحدة في الجيل”.
2. فلسفة المنصة وخصائصها:
- التكامل الشامل: تقوم فلسفة المنصة على بناء نظام تكنولوجي كامل ومتكامل، يبدأ من البنية التحتية المتخصصة (وحدات TPU/GPU) مروراً بنماذج “جيميناي” الأساسية، وصولاً إلى الوكلاء القادرين على تحويل سير العمل بالكامل.
- “العقل المؤسسي”: تعمل المنصة كـ”العقل المؤسسي” الجديد، حيث تجمع عبر واجهة دردشة واحدة كل ما يحتاجه الموظف للتفاعل مع أنظمة الشركة.
- المهام الرئيسية: تمكّن الموظفين من الدردشة مع بيانات الشركة، البحث عبر المستندات، تشغيل الوكلاء الذكيين، وأتمتة المهام دون الحاجة لخبرة برمجية.
3. الركائز الأساسية لـ “جيميناي للأعمال”:
تعتمد المنصة على ستة محاور رئيسية:
- نماذج “جيميناي” المتقدمة: التي تمثل الجهاز العصبي للمؤسسة.
- “ورك بنش” (Workbench): مساحة عمل بلا أكواد لتمكين أي موظف من بناء وكلاء أو تحليل البيانات.
- الوكلاء الجاهزون: مجموعات من الوكلاء لأعمال متخصصة (مثل التحليلات والبحث).
- الموصلات المؤسسية: لربط المنصة ببيانات الشركة في أنظمة مثل Google Workspace، مايكروسوفت 365، سايلز فورس، وSAP.
- نظام حوكمة مركزي: لمراقبة الأمن والتحكم في الوكلاء.
- نظام مفتوح: يضم أكثر من 100 ألف شريك من مطورين وشركات سحابية.
4. أمثلة على تطبيقاتها المؤسسية:
- القطاع المالي: استخدام “بانكو بي في” لتوليد التحليلات تلقائياً، واستفادة “بنك ماكيرري” في حماية العملاء بخفض التحذيرات الكاذبة بنسبة 40%.
- القطاع القانوني: اعتماد نظام “هارفي إيه آي” لتسريع مراجعة العقود والتحقق القانوني.
- التعاون البشري – الآلي: تجربة شركة “فيرجين فويوجيز” التي ابتكرت موظفة فيها وكيلاً ذكياً (“Email Ellie”) لإنشاء رسائل تسويقية، مما أدى إلى تقليص زمن الحملات بنسبة 75% وزيادة معدلات الفتح والنقر.
5. الأمن والحوكمة والسيادة:
- تعتمد المنصة على مبدأ الثقة، حيث يعمل كل وكيل ضمن صلاحيات محددة.
- تؤكد “غوغل” على حماية بيانات العملاء باعتبارها ملكاً لهم، والالتزام بمعايير السيادة الوطنية ومعايير الامتثال الدولية والمحلية مثل ISO 27001.
- فتحت “جوجل” الباب أمام “اقتصاد الوكلاء” من خلال أدوات التطوير لتمكين المطورين من بناء وكلاء أذكياء مستقلين.
6. التوسع نحو الأفراد (الذكاء اليومي):
- تزامناً مع إطلاق المنصة المؤسسية، بدأت “غوغل” بطرح “وضع الذكاء الاصطناعي” (AI Mode) في “بحث غوغل” بـ 36 لغة جديدة، من ضمنها العربية، ليصل إلى أكثر من 200 دولة وإقليم.
- يستخدم هذا الوضع قدرات الاستدلال المتقدمة لنموذج “جيميناي 2.5″، مما يتيح للمستخدم طرح أسئلة مركبة والحصول على تجربة بحث أكثر سياقية وفهماً.
- تشير بيانات “جوجل” إلى أن مستخدمي “وضع AI” يطرحون أسئلة أطول بمرتين إلى ثلاث مرات من البحث التقليدي.




