“ديب سيك” تتحدى القيود وتبتكر بنفقات محدودة
أثبتت شركة “ديب سيك” الصينية أن الابتكار لا يحتاج إلى إمكانات ضخمة، بعد نجاحها في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة باستخدام رقاقات بديلة عن “إنفيديا”، وبتكلفة لا تتجاوز 6 ملايين دولار، مقارنة بتكلفة تدريب نموذج GPT-4 التي بلغت 100 مليون دولار.
شركات التكنولوجيا الصينية تدخل سباق الذكاء الاصطناعي
أشعل إنجاز “ديب سيك” سباقًا بين الشركات الناشئة والعملاقة في الصين. إذ أطلقت شركات كبرى مثل “علي بابا” و”بايدو” و”تينسنت” و”بايت دانس” نماذج ذكاء اصطناعي متطورة، مع استثمارات بالمليارات، على رأسها استثمار “علي بابا” البالغ 53 مليار دولار في البنية التحتية السحابية خلال ثلاث سنوات.
استراتيجيات جديدة للشركات الناشئة في ظل المنافسة
تحت ضغط التمويل والمنافسة القوية، غيرت شركات ناشئة عدة من نهجها، فبينما تخلّت بعض الشركات عن بناء النماذج من الصفر، اتجهت أخرى لاستغلال النماذج المفتوحة لتطوير تطبيقات متخصصة في قطاعات مثل الصحة، القانون، والألعاب.
نموذج “مانوس” من شركة “Butterfly Effect” يعد أبرز الأمثلة، إذ يُعد أول عميل ذكاء اصطناعي مستقل تماماً، في مؤشر على تغير طبيعة الابتكار في السوق الصيني.
التمويل يتراجع لكن الابتكار يستمر
رغم الاهتمام الواسع، لا تزال استثمارات الذكاء الاصطناعي في الصين محدودة نسبياً، حيث سجل الربع الأول من 2025 ضخ 1.2 مليار دولار فقط عبر 144 صفقة، بانخفاض 30% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ويرى خبراء أن هذا الانخفاض يشجع على تطوير منتجات قابلة للتسويق، ويعزز الابتكار القائم على الحاجة لا على وفرة التمويل، بحسب ما أكدته كايلا بلومكويست من مختبر أكسفورد لسياسات الصين.
الصين تنتقل من القوة إلى الفعالية في الذكاء الاصطناعي
في ظل الحظر الأميركي المفروض على التقنيات والرقاقات، باتت الصين تعتمد على تكتيكات جديدة تجمع بين تطوير تقنيات مستقلة وتلبية احتياجات السوق.
ويتفق محللون على أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لن يُحسم بأكبر نموذج، بل بأكثر الحلول فاعلية وربطاً بالحياة اليومية، وهي الرؤية التي تتبناها الصين بقوة في الوقت الحالي.