ناقش عدد من خبراء قطاع التكنولوجيا مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في إعادة تشكيل الاقتصادات العالمية، مشددين على أهمية تبني استراتيجيات وطنية تضمن التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على الهوية والمصالح الاقتصادية، وخاصة في السياق المصري.
استعدادات مصرية لمواكبة الذكاء الاصطناعي
أكد المهندس محمود بدوي، مستشار وزير الاتصالات للتحول الرقمي، أن الوزارة تعمل على تدريب الكوادر وبحث إصدار تشريعات تنظم استخدامات الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى ضرورة دعم ريادة الأعمال وتطوير تطبيقات محلية تعتمد على اللغة العامية المصرية، مشددًا على أن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة وليس خيارًا.
تحديات الإنفاق والتطبيقات المتنوعة
أوضح المهندس أيمن الجوهري، خبير التحول الرقمي، أن التعليم والتدريب عنصران أساسيان لتمكين الأفراد من التعامل مع الذكاء الاصطناعي. وأكد أن الشركات الصغيرة تستطيع اقتناص الفرص من خلال التعاون مع الكيانات الكبرى، وأن الاستثمار المبكر في التكنولوجيا ضرورة لمواكبة التطورات السريعة وتفادي التأخر التنافسي.
ضوابط داخلية ووعي بالمخاطر
أكد المهندس محمد أبو الحوف، مدير الأسواق الناشئة في شركة نوتانيكس، أن التحدي الأكبر يكمن في تحديد احتياجات المؤسسات من الذكاء الاصطناعي. وشدد على أهمية وضع ضوابط داخلية تحكم آليات العمل وتقلل من المخاطر، خاصة في ظل تصاعد التهديدات السيبرانية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى رفع الوعي المجتمعي حول هذه المخاطر.
البنوك الرقمية والتحديات الأمنية
أشار شريف البحيري، رئيس مصر ديجيتال إنوفيشن، إلى أن التحول نحو البنوك الرقمية يستلزم بنية تحتية مرنة تتيح التعديل والتطوير المستمر. وأضاف أن القرارات الائتمانية لا تزال بعيدة عن قدرات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الأمن السيبراني بات يمثل التحدي الأكبر أمام القطاع المصرفي، متجاوزًا مخاطر الائتمان التقليدية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي والكوانتم تكنولوجي
اختتم المهندس أيمن المراكبي، مدير ما قبل المبيعات في دل تكنولوجيز، بالإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي تطور على مدى 26 عامًا قبل أن يصل إلى هذا الانتشار الواسع. ودعا إلى الاستعداد للتكنولوجيا القادمة، مثل “الكوانتم”، خاصة في مجالات التأمين والدفاع، باعتبارها الخطوة التالية في رحلة التحول الرقمي الشامل.
خلاصة:
اتفق المشاركون على أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة اقتصادية واعدة، لكن الاستفادة منه تتطلب تشريعات مرنة، استثمارات ذكية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي والتكنولوجي، مع إعطاء الأولوية للأمن السيبراني في كافة القطاعات.