نموذج العمل الهجين يفرض نفسه.. والبشر يظلون في قلب القرار
أكد الدكتور وليد كرم، المتخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن الذكاء الاصطناعي لن يؤدي إلى انهيار المهن التقليدية، بل سيُحدث تحولًا جذريًا في نماذج الأعمال، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة توزيع للمهام داخل المهن المختلفة، بما يسمح بالتكامل بين الإنسان والآلة.
وقال كرم، خلال مداخلته في برنامج “المراقب” على فضائية القاهرة الإخبارية، إن المؤسسات التعليمية والطبية من بين أبرز القطاعات التي ستنتقل من النموذج التقليدي إلى نموذج هجين يجمع بين التكنولوجيا والدور البشري.
التعليم والطب.. الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل
أوضح كرم أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم دروس خصوصية رقمية للطلاب، لكنه لن يُلغي دور المعلم الذي يظل مسؤولًا عن التوجيه والتحفيز والتفاعل الإنساني.
وفي القطاع الطبي، يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة وتحليل البيانات بسرعة، إلا أن القرار النهائي يبقى بيد الطبيب، حفاظًا على الجانب الإنساني والمهني في التعامل مع المرضى.
المحاماة أيضًا تتغير.. لكن الخبرة القانونية لا تُستبدل
كما توقع الخبير أن يشهد مجال المحاماة اعتمادًا أكبر على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة، لا سيما في مراجعة المستندات وتحليل النصوص القانونية، لكنه أكد أن الكلمة الأخيرة ستظل بيد المتخصصين في القانون لاتخاذ القرارات الحاسمة.
التهديد الحقيقي للمهن اليدوية.. والاقتصادات الناشئة في مأزق
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف اليدوية، حذر كرم من أن الاقتصادات الناشئة التي تعتمد على الأجور المنخفضة تواجه تهديدًا حقيقيًا، مع تطور الروبوتات والأنظمة الذكية التي يمكنها تنفيذ المهام بشكل أسرع وأقل تكلفة.
وأكد أن الحل يكمن في التحول من نموذج الكم إلى نموذج القيمة، عبر الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير التعليم التقني والمهارات الرقمية، بما يضمن مواكبة التغيرات وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم المشهد المهني.. والبشر لن يغيبوا عن الصورة
في ختام تصريحاته، شدد كرم على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة تمكينية لا تهديدًا، موضحًا أن التحدي الحقيقي هو في كيفية توظيف هذه التقنيات بما يخدم الإنسان ويعزز دوره، بدلًا من أن يكون بديلًا عنه.