يشهد العالم طفرة غير مسبوقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما جعله أداة رئيسية في العديد من المجالات. لكن في المقابل، أصبح الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا، خاصة عند وقوعه في أيدي الجماعات الإرهابية، التي تستغله لتنفيذ عمليات خطيرة تهدد الأمن القومي والدولي.
وفي هذا السياق، كشف الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، في تصريحات خاصة للعربية.نت والحدث.نت، عن أبرز المخاطر التي تواجه العالم نتيجة استغلال التنظيمات الإرهابية للذكاء الاصطناعي، وكيفية التصدي لها.
كيف تستغل الجماعات الإرهابية الذكاء الاصطناعي؟
التزييف العميق والدعاية
تستعين الجماعات الإرهابية بتقنية التزييف العميق لإنشاء فيديوهات مزيفة بهدف نشر دعاية كاذبة وتضليل الجماهير، كما تستخدم تقنيات الأتمتة لإنشاء محتوى دعائي مستهدف لجذب الأفراد وتجنيدهم.
الهجمات السيبرانية
يعتمد الإرهابيون على الذكاء الاصطناعي في تطوير برمجيات خبيثة تستطيع التكيف مع أدوات الكشف الأمني، مما يعزز قدراتهم في شن هجمات سيبرانية معقدة، مثل هجمات حجب الخدمة، التي تعطل أنظمة المؤسسات الحيوية.
استخدام الطائرات بدون طيار
تُستغل الطائرات المسيرة المزودة بالذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات هجومية دقيقة، كما يتم تطوير أنظمة ذاتية التحكم قادرة على تنفيذ مهام إرهابية دون تدخل بشري مباشر.
جمع وتحليل البيانات
يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في استخلاص وتحليل المعلومات من المصادر المفتوحة، مما يساعد في تعقب الأفراد المستهدفين ورصد تحركاتهم بدقة، ما يسهل تنفيذ عمليات إرهابية ممنهجة.
استراتيجيات المواجهة والتصدي
تطوير أنظمة كشف الهجمات بالذكاء الاصطناعي
يتطلب التصدي لهذه التهديدات تطوير تقنيات متقدمة لكشف وتتبع الأنشطة المشبوهة، والتصدي للهجمات قبل وقوعها.
تعزيز التعاون الدولي
يشدد الخبراء على ضرورة التعاون بين الحكومات والشركات التكنولوجية لمنع استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية، من خلال تبادل المعلومات وتحليل البيانات.
سن تشريعات صارمة
تحتاج الحكومات إلى تشريعات أكثر صرامة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، ومنع استغلاله لأغراض إرهابية، مع فرض رقابة مشددة على التقنيات الحساسة.
تعزيز الأمن السيبراني
يجب على الدول الاستثمار في أنظمة أمنية متطورة قادرة على مواجهة التهديدات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لحماية البنية التحتية الرقمية.
الذكاء الاصطناعي.. أداة تقدم أم سلاح تهديد؟
في ختام تصريحاته، شدد الدكتور محسن رمضان على أن الذكاء الاصطناعي يشكل تحديًا جديدًا في مجال مكافحة الإرهاب، حيث يمكن أن يزيد من فعالية التنظيمات الإرهابية في تنفيذ هجماتهم.
بينما يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة لتطور البشرية، فإن إساءة استخدامه تتطلب تدابير أمنية أقوى وأكثر تطورًا لضمان حماية الأمن الدولي.