ألمانيا تسعى جاهدة للحاق بالسباق العالمي للذكاء الاصطناعي من خلال ثلاث ركائز أساسية: التكنولوجيا الجديرة بالثقة، البيانات الصناعية، والتعاون الأوروبي.
يأتي هذا في وقت تتسارع فيه التطورات التكنولوجية في مجالات الذكاء الاصطناعي، لكن ألمانيا تجد نفسها بعيدة عن الريادة، حيث تهيمن شركات من الولايات المتحدة والصين على السوق العالمية.
تصريحات المستشار أولاف شولتز حول استراتيجية الذكاء الاصطناعي
خلال القمة الرقمية للحكومة الألمانية في فرانكفورت، أشار المستشار الألماني أولاف شولتز إلى أن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي كانت بطيئة في ألمانيا لفترة طويلة. ومع ذلك، أكد شولتز أن بلاده لا تزال تتمتع بقوة الابتكار والإبداع، وهما ما يمكن استثمارهما لتحقيق “السيادة التكنولوجية” الهدف هو جعل ألمانيا مستقلة عن عمالقة التكنولوجيا الأجانب من خلال تعبئة الاستثمارات وتحويل الابتكارات إلى نماذج أعمال جديدة.
تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في ألمانيا
على الرغم من القوة البحثية التي تتمتع بها ألمانيا في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا البحث لم يُترجم إلى تطبيقات متقدمة كما هو الحال في دول أخرى. الشركات الألمانية، لا سيما الصغيرة والمتوسطة، تكافح للوصول إلى رأس المال الاستثماري اللازم للتوسع والتطوير. لتحقيق التقدم، تسعى الحكومة الألمانية إلى زيادة الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.
مبادرات لتعزيز الذكاء الاصطناعي في الشركات الألمانية
في ظل هذا التحدي، هناك بعض التقدم الملموس. دراسة جديدة من جمعية الصناعة “بيتكوم” أظهرت أن 20% من الشركات الألمانية قد دمجت الذكاء الاصطناعي في عملياتها، بزيادة ست نقاط مئوية عن العام الماضي. هذا التقدم يرجع جزئيًا إلى مبادرات مثل ZUKIPRO، وهو مركز المستقبل للذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان في الإنتاج. المركز يقدم استشارات مجانية للشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة، ويساعدها على خفض التكاليف وتحسين الكفاءة من خلال التكنولوجيا.
الذكاء الاصطناعي: فرصة وليس تهديدًا
دراسة بيتكوم أكدت أن الألمان أصبحوا ينظرون بشكل متزايد إلى الذكاء الاصطناعي كفرصة، وليس تهديدًا. الشركات الصغيرة والمتوسطة، مثل الجزارين والنجارين، بدأت بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها، لكنها لا تزال تبحث عن التوجيه والتوجيهات الواضحة للاستفادة الكاملة من هذه التكنولوجيا.
تسعى ألمانيا، من خلال هذه الخطط والمبادرات، إلى تحقيق التوازن بين الابتكار التقني والتكامل مع السوق العالمية، لضمان أن تكون قادرة على المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.