دراسة تكشف دور الذكاء الاصطناعي في تحسين اكتشاف العيوب القلبية الخلقية أثناء الحمل

دور الذكاء الاصطناعي في فحوصات الموجات فوق الصوتية

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأم والجنين في ولاية كولورادو الأميركية، أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرة الأطباء على اكتشاف العيوب القلبية الخلقية خلال فحوصات الموجات فوق الصوتية الروتينية أثناء الحمل. وتعد العيوب القلبية الخلقية أكثر أنواع التشوهات القلبية شيوعاً، حيث يعاني 1 من كل 4 أطفال من عيب في القلب يتطلب تدخل جراحي في السنة الأولى من حياتهم، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

التحديات في اكتشاف العيوب القلبية الخلقية

على الرغم من التقدم في الرعاية الصحية قبل الولادة، إلا أن معدلات اكتشاف العيوب القلبية الخلقية في الفحوصات الروتينية بالموجات فوق الصوتية ما زالت دون المستوى المطلوب. وتستهدف الدراسة الحالية تحسين هذه المعدلات باستخدام الذكاء الاصطناعي.

تفاصيل الدراسة ونتائجها

في الدراسة، قام 14 طبيباً متخصصاً في أمراض النساء والتوليد وطب الأم والجنين بمراجعة 200 صورة للموجات فوق الصوتية مع وبدون استخدام برنامج ذكاء اصطناعي متطور. وقد أظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في قدرة الأطباء على اكتشاف الحالات المشتبه بها، بغض النظر عن مستوى خبراتهم أو تخصصاتهم. كما أبدع البرنامج في تعزيز ثقة الأطباء وتقليل الوقت اللازم لتحديد ما إذا كانت الحالة مصابة بالعيب القلبي أم لا.

أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين التشخيص

قالت “جينيفر لام-راشلين”، الأخصائية في طب الأم والجنين والأستاذة المساعدة السريرية في كلية الطب بجامعة “ماونت سيناي”، إن نصف فحوصات الموجات فوق الصوتية قبل الولادة في الولايات المتحدة يتم مراجعتها من قبل غير المتخصصين، مثل أطباء النساء والتوليد الذين قد لا يكونون مدربين على تفسير هذه الفحوصات بدقة. وأضافت أن هذا يفسر سبب انخفاض معدلات اكتشاف العيوب القلبية الخلقية في الدول المتقدمة.

التركيز على حالات الحمل منخفضة الخطورة

تشير الدراسة إلى أن معظم العيوب القلبية الخلقية تحدث في حالات الحمل التي تُعتبر منخفضة الخطورة، مما يعني أن المرأة الحامل غالباً ما تكون تحت رعاية طبيب نساء وتوليد غير متخصص في طب الأم والجنين. لذلك، تم تصميم برنامج الذكاء الاصطناعي لتحسين معدلات الاكتشاف حتى بين غير المتخصصين في مجال طب الأم والجنين.

التوقعات المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية قبل الولادة

من المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى تغييرات كبيرة في الممارسات السريرية، حيث يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة قياسية في فحوصات الحمل الروتينية. ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في الطب، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الفجوات في الرعاية الصحية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في المتخصصين، كما يمكن أن يساعد في تحسين نتائج الولادة من خلال التشخيص المبكر والتدخل السريع.

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 502

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *