تمكن باحثون من معهد كارولينسكا في السويد من تطوير طريقة مبتكرة للكشف المبكر عن العوامل التي تسهم في تسارع شيخوخة الدماغ، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد نُشرت هذه الدراسة يوم الجمعة في دورية «Alzheimer’s & Dementia»، وأكدت أهمية تحليل صحة الأوعية الدموية في الدماغ ودورها في تسريع عملية الشيخوخة.
شيخوخة الدماغ: العوامل والتأثيرات
يُصاب أكثر من 20 ألف شخص سنوياً في السويد بأنواع مختلفة من الخرف، حيث يمثل مرض ألزهايمر نحو ثلثي هذه الحالات. عملية شيخوخة الدماغ هي عملية طبيعية تحدث مع التقدم في العمر، حيث يعاني الدماغ من تقلصات في الحجم وضعف في كفاءة الاتصال بين خلاياه العصبية. هذا التدهور يؤدي إلى تراجع في القدرات المعرفية مثل الذاكرة والتركيز.
وتشير النتائج إلى أن عوامل مثل الالتهابات، ارتفاع مستويات السكر في الدم، وأمراض الأوعية الدموية يمكن أن تسرع من شيخوخة الدماغ. بالمقابل، يمكن أن يساعد الحفاظ على مستويات مستقرة من السكر في الدم وممارسة الرياضة بانتظام في الحفاظ على شباب الدماغ لفترة أطول.
دراسة متعمقة باستخدام الذكاء الاصطناعي
شملت الدراسة 739 مشاركاً، منهم 389 امرأة من مدينة غوتنبرغ السويدية. استخدم الباحثون خوارزمية ذكاء اصطناعي متطورة لتحليل نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين، وذلك لتقدير العمر البيولوجي للدماغ. كما تم أخذ عينات دم لقياس مستويات الدهون والسكر، بالإضافة إلى إجراء اختبارات معرفية لقياس الأداء العقلي.
وأظهرت النتائج أن المصابين بالسكري، السكتات الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، كان لديهم أدمغة تبدو أكبر سناً من أعمارهم الحقيقية. بالمقابل، كانت أدمغة الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحياً تبدو أصغر سناً مقارنة بأعمارهم.
الفروقات بين الجنسين وأثرها على شيخوخة الدماغ
لاحظ الباحثون وجود اختلافات بين الرجال والنساء في العوامل التي تؤثر على شيخوخة الدماغ، مما يشير إلى أن الجنس قد يلعب دوراً في كيفية بناء المرونة الدماغية. وتخطط الدراسة المقبلة للتركيز على هذه الفروقات من خلال دراسة تأثيرات العوامل البيولوجية مثل الهرمونات، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والثقافية.
خطوات مستقبلية في البحث
يعمل الباحثون حالياً على دراسة جديدة تهدف إلى فهم تأثير العوامل الاجتماعية والنفسية مثل الانخراط الاجتماعي، والدعم النفسي، والنوم، ومستويات التوتر على مرونة الدماغ. ستتركز هذه الدراسة بشكل خاص على صحة الدماغ لدى النساء.
وأكد الفريق البحثي أن هذه الدراسة تمثل خطوة هامة نحو تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لفهم صحة الدماغ بشكل أفضل، مما يفتح آفاقاً جديدة للحفاظ على مرونة الدماغ والتصدي لتحديات الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.