على الرغم من التوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيعزز الإنتاجية، إلا أن دراسة حديثة أظهرت أن الأداة قد تكون لها تأثيرات عكسية على العديد من العمال. وقد أجرت مؤسسة أبحاث البحث عن مكان العمل التابعة لمعهد Upwork للأبحاث مسحاً شمل 2500 عامل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا، ووجدت أن هناك فجوة بين تفاؤل الإدارة وواقع العمل اليومي.
نتائج الاستطلاع
– **إرهاق العمال: أشار 71% من العمال إلى أنهم يشعرون بالإرهاق، بينما أفاد 65% بأنهم يعانون من زيادة الطلبات من أصحاب العمل. كما ذكر 33% من الموظفين أنهم قد يتركون وظائفهم في الأشهر الستة المقبلة بسبب الإرهاق، وفق ما نشره theregister.
– توقعات الإنتاجية: توقع 65% من العمال أن الذكاء الاصطناعي سيزيد من إنتاجيتهم، لكن 47% منهم لا يعرفون كيف يمكن تحقيق هذه المكاسب. ووجد الاستطلاع أن 77% من العمال يعتبرون أن أدوات الذكاء الاصطناعي جعلت إنتاجيتهم أقل بدلاً من زيادتها.
– التحديات العملية: 39% من المشاركين أفادوا بأنهم يقضون وقتاً إضافياً في مراجعة المحتوى الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي، و23% يستثمرون وقتاً في تعلم كيفية استخدام الأدوات، و21% يُطلب منهم القيام بمزيد من العمل.
فجوة بين الإدارة والموظفين
بينما يرى 96% من المديرين التنفيذيين أن أدوات الذكاء الاصطناعي تحسن الإنتاجية، فإن 26% فقط من الشركات تدير برامج تدريب على الذكاء الاصطناعي، و13% فقط لديهم “استراتيجية ذكاء اصطناعي تم تنفيذها بشكل جيد”. في المقابل، يشعر 38% من الموظفين بالإرهاق بسبب الضغط المتزايد لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
أسباب المشكلة
يشير التقرير إلى أن المديرين التنفيذيين قد يبالغون في تقدير استعداد الموظفين لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي. بينما صنف 37% من قادة الشركات القوى العاملة لديهم على أنها ماهرة ومريحة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن 17% فقط من الموظفين يشاركون هذا الرأي.
حلول مقترحة
يدعو التقرير إلى ضرورة فهم التكنولوجيا بشكل أفضل وتطوير عمليات تساعد الموظفين على الاستفادة منها. يشير كيلي موناهان، المدير الإداري لمعهد Upwork للأبحاث، إلى أن “إدخال تقنيات جديدة في نماذج العمل القديمة لا يطلق القيمة الإنتاجية الكاملة للذكاء الاصطناعي”.
كما يقترح التقرير أن توظيف العاملين المستقلين قد يكون حلاً، حيث يظهر الموظفون المستقلون استعداداً أكبر للتكيف مع أدوات الذكاء الاصطناعي مقارنة بالموظفين بدوام كامل.
خلاصة
تشير النتائج إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس حلاً سحرياً لزيادة الإنتاجية، بل يتطلب تغييراً جذرياً في كيفية تنظيم العمل واستخدام التكنولوجيا. يتطلب النجاح في استخدام الذكاء الاصطناعي تبنياً واعياً واستراتيجياً، وتطوير مهارات الموظفين والتعامل مع التحديات العملية بشكل فعال.