مشاركة واسعة عبر 6 قارات
بينما تناولت العديد من الدراسات مواقف الأطباء تجاه الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، ركز فريق بحثي من الجامعة التقنية في ميونخ (TUM) على سؤال مختلف: كيف يرى المرضى هذه التكنولوجيا؟
الدراسة، التي نُشرت في JAMA Network Open عام 2025، شملت حوالي 14 ألف مريض من 74 مستشفى في 43 دولة موزعة على ست قارات، عبر أقسام الأشعة التي تُجري فحوصات بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي (CT)، والرنين المغناطيسي (MRI).
نصف المرضى تقريبًا ينظرون بإيجابية للذكاء الاصطناعي
أظهرت النتائج أن 57.6% من المرضى لديهم موقف إيجابي تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج.
- الرجال كانوا أكثر إيجابية (59.1%) مقارنة بالنساء (55.6%).
- ارتفعت نسبة القبول بشكل واضح مع زيادة المعرفة التقنية؛ حيث عبّر 83.3% من المرضى الذين وصفوا أنفسهم بأنهم ملمين بالذكاء الاصطناعي عن تأييدهم لاستخدامه في الطب.
الأمراض الشديدة تقلل القبول
على الرغم من التفاؤل العام، كشفت الدراسة أن شدة المرض تؤثر سلبًا على الموقف من الذكاء الاصطناعي:
- أكثر من نصف المرضى في حالة صحية سيئة جدًا عبّروا عن موقف سلبي، إذ وصف 26.6% التجربة بأنها “سلبية للغاية”، و29.2% بأنها “سلبية نوعًا ما”.
- في المقابل، لم تتجاوز النسبة لدى من يتمتعون بصحة جيدة جدًا 1.3% و5.3% على التوالي.
التفسير والشفافية مطلب أساسي
أظهر المرضى تفضيلًا واضحًا لطريقة تصميم واستخدام الذكاء الاصطناعي في الطب:
- 70.2% اعتبروا أن من المهم أن يكون الذكاء الاصطناعي الطبي “قابلًا للتفسير”، أي أن يوضح خطوات استنتاجاته.
- 72.9% أكدوا أن هذه الأنظمة يجب أن تبقى مجرد أدوات، بينما تكون الكلمة الأخيرة للطبيب.
- فقط 4.4% أيدوا أن يتولى الذكاء الاصطناعي التشخيص بمفرده، في حين لم يرغب سوى 6.6% في الاعتماد على الأطباء دون أي تدخل تقني.
الحاجة إلى دراسات متابعة
يشير الباحثون إلى أن أحد القيود المنهجية هو أن المسح تم في عام 2023، أي قبل التطورات الكبيرة في نماذج اللغة الضخمة (LLMs).
ويقول الدكتور كينو بريسم، أستاذ مشارك في TUM: “من المحتمل أن مواقف المرضى قد تغيرت منذ ذلك الحين”، مضيفًا أن هناك حاجة إلى دراسات متابعة.
ويؤكد الدكتور فيليكس بوش، المؤلف الأول للدراسة، أن النتائج الحالية تمثل أساسًا مهمًا لتطوير تقنيات طبية تعتمد على الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع احتياجات المرضى.
