دمج الذكاء الاصطناعي بنجاح: “لا تتسرع.. ابدأ بالتقنيات المتاحة لديك”

يرى برنارد كولمان، المتخصص في إدارة الموارد البشرية، أن موجة تسويق التكنولوجيا الحديثة، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تدفع الشركات نحو التركيز المفرط على الأدوات الجديدة دون التفكير في كيفية دمجها بفاعلية مع البنية التحتية التقنية الحالية. ويشدد كولمان على ضرورة مقاومة هذا الاندفاع، والبدء بتقييم الأصول المتوفرة لضمان استثمار مستدام وفعال. وذلك وفق تقرير نشرته “الشرق الأوسط”.

التريث في الشراء والتركيز على الدمج

ويكشف التسرع في اقتناء أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة عن افتقار معظم الشركات لخطط واضحة لدمجها مع تقنياتها الحالية. ويوجه كولمان نداءً للعمل، داعياً إلى التفكير في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي عبر حزمة التقنيات الموجودة بالفعل بدلاً من التركيز على شراء حلول جديدة باهظة الثمن.

وينصح كولمان بمقاومة الاستثمار في التقنيات الجديدة قبل إجراء دراسة شاملة لما هو متوفر، فلكل مؤسسة ميزانية محدودة. ويرى أن مهمة المتخصصين هي الإشراف على “تنسيق تقني يعمل كسيمفونية من الأنظمة المنسقة”، بدلاً من بناء “وحش فرانكشتاين” من أدوات غير متكاملة.

كيف تستغل التقنيات الحالية لشركتك؟

يؤكد كولمان أن نقطة الانطلاق الصحيحة هي فهم المخزون التقني وقدراته. تبدأ العملية بـ:

  1. جرد الأصول: تحديد الأداء الجيد والسيئ في الأنظمة الحالية وتقييم الإمكانات.
  2. دراسة السوق بعناية: تقييم المنتجات المتاحة والتأكد من موثوقية مزاعم البائعين وطلب إثباتات عملية.
  3. تحديد المشكلة أولاً: يجب تحديد ملامح المشكلة المراد حلها قبل التسرع في التطبيق. ويجب التأكد من أن التكنولوجيا تعمل بفاعلية وتعالج المشكلة قبل إجراء أي تغييرات على الموظفين، لتجنب تدهور الخدمات.

ويشدد الكاتب على أن عقلية “التحرك بسرعة وكسر الأشياء” قصيرة النظر، ويجب أن تكون “العناية الواجبة” هي المعيار الدائم.

نصائح استراتيجية لإدماج الذكاء الاصطناعي

يقدم كولمان 10 نصائح لدمج الذكاء الاصطناعي بنجاح:

أولاً: فهم المنظومة التقنية الحالية

  1. إجراء تدقيق تقني: مراجعة شاملة للأنظمة الحالية، بما في ذلك وظيفة كل أداة والفجوات أو التداخلات، ومراجعة العقود لتحديد ميزات الذكاء الاصطناعي التي يتم دفع أجور مقابلها دون استخدام.
  2. ارسم خريطة لتدفق بياناتك: تحديد كيفية انتقال المعلومات عبر المؤسسة لتحديد أفضل نقاط التدخل لتحسين الذكاء الاصطناعي وربط البيانات.
  3. تفعيل خيارات الاتصالات والأتمتة: استكشاف إمكانيات الأدوات الحالية للاتصال بخدمات الذكاء الاصطناعي عبر واجهات برمجة التطبيقات، والاستفادة من الإمكانات غير المستغلة قبل شراء برامج جديدة.

ثانياً: التجربة والتكامل السلس

  1. جرِّب سير العمل الحالي: تحديد سير العمل الذي يمكن أن يستفيد من الأتمتة، واختبار حلول الذكاء الاصطناعي ضمن هذه العمليات القائمة لتقليل التعطيل.
  2. ركِّز على قابلية التشغيل البيني: إعطاء الأولوية للحلول التي تتكامل بسلاسة مع الأنظمة الحالية لضمان تجربة مستخدم طبيعية ومحسّنة.

ثالثاً: المقاييس والإدارة الفعالة

  1. تحديد مقاييس النجاح مبكراً: وضع نتائج واضحة وقابلة للقياس (مثل توفير الوقت أو خفض التكاليف) لتقييم ما إذا كان التكامل يُضيف قيمة حقيقية إلى النظام البيئي.
  2. التخطيط لإدارة التغيير: إعداد الفريق ثقافياً لكيفية تغيير الذكاء الاصطناعي لعملهم اليومي، وتوفير التدريب وإنشاء حلقات تغذية راجعة.
  3. التدرُّج في التنفيذ: مقاومة الرغبة في تطبيق كل شيء دفعة واحدة، وتنفيذ عمليات التكامل على مراحل لتقليل المخاطر والسماح بتصحيح المسار.

رابعاً: المراقبة والإشراف

  1. راقب الأداء باستمرار: مراقبة مدى جودة عمل أدوات الذكاء الاصطناعي لديك ضمن نظامك البيئي الحالي بشكل منتظم لضمان بقاء “التناغم”.
  2. حافظ على الإشراف البشري: الإقرار بأن الذكاء الاصطناعي أداة وليس حلاً سحرياً، والحفاظ على الإشراف البشري وسلطة اتخاذ القرار في الوظائف الحيوية لتمكين القوى العاملة.

ويختتم كولمان بالتأكيد على أن الهدف النهائي هو إنشاء نظام متكامل وفعال يلبي احتياجات المؤسسة الخاصة ويعزز من قدراتها الحالية، بحسب التقرير.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1320

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *